للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يومين، ثم استوى إلى السماء فسواهُن سبع سموات في يومين آخرين، ثم دحى الأرض، أي: بسطها، وأخرج منها الماء والمرعى، وخلق فيها الجبال والأشجار، والآكام وما بينهما في يومين آخرين، فذلك قوله: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (١) فخُلقت الأرضُ وما فيها من شيءٍ في أربعة أيامٍ، وخُلِقَتِ السموات في يومين، وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} سمى نفسه ذلك، أي: لم يزلْ، ولا يزالُ كذلك. وإن الله لم يُرد شيئاً إلا أصاب به الذي أراد، ويحكَ، فلا يختلفُ عليك القرآن، فإن كلاًّ من عند الله.

أقول: اعتمدنا في تفسيرنا قولاً غير القول الذي قاله ابن عباس هاهنا في أن الأرض خلقت بعد السماء، ومجمل ما اعتمدناه أن السماء بمجراتها خلقت قبل الأرض والسموات السبع خلقت بعد الأرض، وقد اعتمدنا هذا التفسير بانين على بعض أقوال العلماء القدماء، لأن خلق الأرض متأخر في الزمن على خلق مجرات هذا الكون وهو شيء تؤكده كثير من الأبحاث العلمية ويشهد له ظاهر النصوص.

٢٥٩٨ - * روى الترمذي عن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: صنع لنا ابن عوفٍ طعاماً، فدعانا، فأكلنا، وسقانا خمراً قبل أن تُحرَّمَ، فأخذتْ منا، وحضرت الصلاةُ، فقدَّموني، فقرأت: قلْ: يا أيُّها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبدُ ما تعبدون، قال: فخلَّطْتُ، فنزلت: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} (٢).

وأخرجه أبو داود (٣) أنَّ رجلاً من الأنصار دعاهْ وعبد الرحمن بن عوفٍ، فسقاهما قبل أن تحرَّم الخمرُ، فحضرت الصلاة، فأمَّهُمْ عليٌّ في المغرب، فقرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فخلَّط فيها، فنزلتْ {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}.


٢٥٩٨ - الترمذي (٥/ ٢٣٨) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٥ - باب ومن سورة النساء.
(١) النازعات: ٣٠.
(٢) النساء: ٤٣.
(٣) أبو داود (٣/ ٣٢٥) كتاب الأشربة، ١ - باب في تحريم الخمر، وإسناده صحيح.
الحاكم (٢/ ٣٠٧) كتاب التفسير، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>