كتاب الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام

الفصل الثالث في بعض المأثور من التفسير وبعض أسباب النزول والناسخ والمنسوخ - سورة المائدة - ج: 4 - ص: 1818

وقال وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائنُ فوقعتْ في قلوبهم الضغائنُ فأنزل الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فقال ناس من المتكلِّفين هي رجْسٌ وهي في بطن فلان قُتِلَ يوم بدرٍ وفلانٍ قتل يوم أُحدٍ، فأنزل الله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية.

٢٦٣٧ - * روى أبو داود عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} (١) و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} (٢) نسختْها التي في المائدة {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣).

٢٦٣٨ - * روى البخار يعن أنسٍ رضي الله عنه: "إنَّ الخمرَ التي أهريقت الفضيخ" قال البخاري: وزادني محمدٌ البيكنديُّ عن أبي النعمان قال [أي أنس] "كنتُ ساقي القوم في منزل أبي طلحة، فنزل تحريم الخمر، فأمر مُنادياً فنادى، فقال أبو طلحة: اخرُج فانظرْ ما هذا الصوتُ، قال فخرجتُ فقلت: هذا منادٍ ينادي: ألا إن الخمر قد حُرِّمَت. فقال لي: اذهَبْ فأهرِقْها. قال فجرتْ في سككِ المدينة. قال وكانت خمرُهم يومئذٍ الفضيخُ، فقال بعض القوم: قُتل قومٌ وهي في بُطونهم، قال فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}.

٢٦٣٩ - * روى الشيخان عن أنس بن مالكٍ (رضي الله عنه) قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خُطبةً ما سمعت مثلها قطُّ، فقال: "لو تعلمون ما أعلمُ لضحِكتم قليلاً،

---

٢٦٣٧ - أبو داود (٣/ ٣٢٥) كتاب الأشربة، باب في تحريم الخمر، وهو حخديث حسن.
(الميسر) القمار.
(الأنصاب) الأحجار التي كانوا ينصبونها، ويذبحون عليها لأصنامهم، وقيل: هي الأصنام.
(١) النساء: ٤٣.
(٢) البقرة: ٢١٩.
(٣) المائدة: ٩٠.
٢٦٣٨ - البخاري (٨/ ٢٧٨) ٦٥ - كتاب التفسير، ١١ - باب (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
(الفضيخ) شراب يتخذ من البُسر المفضوخ أي المشدوخ وسمي كذلك لأنه يسكر صاحبه فيفضخه.
٢٦٣٩ - البخاري (٨/ ٢٨٠) ٦٥ - كتاب التفسير، ١٢ - باب (لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم). ... =