قال الحافظ في الفتح: والذي في رواية الإسماعيلي: فقال عبد الرحمن: ما هي إلا هِرقلية، ولابن المنذر: أجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم، ولأبي يعلي وابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد: حدثني عبد الله المدني، قال: كنت في المسجد حين خطب مروان، فقال: إن الله قد أرى أمير المؤمنين رأياً حسناً في يزيد وأن يستخلفه، فقد استخلف أبو بكر وعمر، فقال عبد الرحمن: هرقلية، إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولد ولا في أهل بيته، وما جعلها معاوية إلا كرامة لولده.
قوله: فلم يقدروا عليه: أي: امتنعوا من الدخول خلفه إعظاماً لعائشة. وفي رواية أبي يعلي "فنزل مروان عن المنبر، حتى أتى باب المسجد، حتى أتى عائشة، فجعل يكلمها وتكلمه، ثم انصرف" قاله الحافظ.
قول عائشة:(إلا ما أنزل في سورة النور من براءتي):
أي: الآية التي في سورة النور، في قصة أهل الإفك وبراءتها، مما رموها به رضي الله عنها. قال الحافظ: وي رواية الإسماعيلي: فقالت عائشة: كذب والله ما نزلت فيه. قال ابن كثير: ومن زعم أنها نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، فقوله ضعيف، لأن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما أسلم بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان من خيار أهل زمانه اهـ.
قال الزجاج في تفسير القرطبي: كيف يقال نزلت في عبد الرحمن قبل إسلامه والله عز وجل يقول: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ} أي العذاب ومن ضرورة عدم الإيمان، وعبد الرحمن من أفاضل المؤمنين.