للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠٠٥ - * روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً، وهو معكم، والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته، قال أبو موسى: وأنا خلفه أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله في نفسي، فقال: يا عبد الله بن قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله".

وفي رواية (١) الترمذي قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلما قفلنا أشرفنا على المدينة، فكبر الناس تكبيرة ورفعوا بها أصواتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربكم ليس بأصم ولا غائباً، وهو بينكم وبين رؤوس رحالكم، ثم قال: يا عبد الله بن قيس، ألا أعلمك كنزاً من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله" وفي هذا المعنى بسند قوي عن أبي هريرة.

وفي رواية (٢) أبي داود نحو من رواية الترمذي، ومن راية البخاري ومسلم.

قال (النووي ١٧/ ٢٦):

معناه ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم فإن رفع الصوت إنما يفعله الإنسان لبعد من يخاطبه ليسمعه وأنتم تدعون الله تعالى وليس هو بأصم ولا غائب بل هو سميع قريب وهو معكم بالعلم والإحاطة. ففيه الندب إلى خفض الصوت بالذكر إذا لم تدع حاجة إلى رفعه فإنه إذا خفضه كان أبلغ في توقيره وتعظيمه فإن دعت حاجة إلى الرفع رفع كما جاءت به.


٣٠٠٥ - البخاري (٧/ ٤٧٠) ٦٤ - كتاب المغازي، ٣٨ - باب غزوة خيبر.
(١) مسلم (٤/ ٢٠٧٦) ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ١٣ - باب استحباب خفض الصوت بالذكر.
الترمذي (٥/ ٥٠٩، ٥١٠) ٤٩ - كتاب الدعوات، ٥٨ - باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) أبو داود (٢/ ٨٧) كتاب الصلاة، باب في الاستغفار.
(اربعوا) يقال: اربع على نفسك، أي: تثبت وانتظر.
(راحلته) الراحلة: البعير القوي على الأسفار والأحمال، سواء فيه الذكر والأنثى.

<<  <  ج: ص:  >  >>