للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن حجر الهيتمي في قصيدته المشهورة التي ذكرها الإمام المحدث محمد حبيب الله الشنقيطي وغيره:

عبيد هيتمي مستجير ... بمن حطت بساحته الحمول

وقال الحافظ ابن دقيق العيد في قصيدة له يمدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم ويتوسل به:

يا خاتم الرسل الكرام نداء من ... وافى إليك بمدحه مستعذراً

أنا ضيفك المدعو يوم معادنا ... المرتجى فاجعل قراي الكوثرا

وقال ابن حجر العسقلاني أيضاً كما هو في ديوانه بخط القلم:

اصدح بمدح المصطفى واصدع به ... قلب الحسود ولا تخف تفنيداً

واقصد له واسأل به تعط المنى ... وتعيش مهما عشت فيه سعيداً

خير الأنام فمن أوى لجنابه ... لا بدع أن أضحي به مسعودا

انظر مجموعة القصائد النبهانية (٢/ ٥٧).

قال الإمام الحافظ السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه ولم يكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف أهـ.


* ولقد رأينا من الفائدة أن نذكر بإيجاز ما هو التوسل الصحيح ملخصاً مجموعاً من كلام العلماء ومعناه لغة كما قال ابن الأثير: الواسل: الراغب، والوسيلة: القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب، وقال الفيروزآبادي: وسل الله تعالى توسيلا: عمل عملاً تقرب به إليه كتوسل.
وقال ابن فارس: هو الرغبة والطلب، يقال: وسل: إذا رغب.
والوسيلة قسمان: كونية: وهي كل سبب طبيعي يوصل إلى المقصود ويؤدي إلى المطلوب، فالماء وسيلة للري، والطعام للشبع. شرعية: وهي كل سبب يوصل إلى المقصود عن طريق ما شرعه الله وبينه في كتابه وسنة نبيه، وهي خاصة بالمؤمن، ومن أمثلتها النطق بالشهادتين وسيلة لدخول الجنة والنجاة من النار وهكذا والتوصل منه ما هو محرم وما هو مباح.
أما التوسل المشروع فهو أنواع: أولاً: التوسل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ودليله من الكتاب قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) والايات في هذا الباب كثيرة، ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق .. إلى آخر الحديث" وقوله: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك المنان بديع السماوات والأرض يا حي يا قيوم أسألك الجنة وأعوذ بك من النار". =

<<  <  ج: ص:  >  >>