بيديه عقب الدعاء إلا جاهل قال في الفتوحات الربانية (٧/ ٢٥٨) هذا محمول على أنه لم يطلع على هذه الأحاديث. ا. هـ.
والحديث مروي عند الترمذي من طريق حماد بن عيسى الجهني قال ابن معين شيخ صالح وضعفه الآخرون فلم يكتف من جعل الأحاديث ضعيفة جداً بهذا بل جعل حماد بن عيسى ضعيفاً جداً، وأعتقد أن في هذا تشدداً في غير محله، هذا خارج الصلاة أما فيها:
قال البيهقي (٢/ ٢١٢):
"فأما مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظه عن أحد من السلف في دعاء القنوت، وإن كان يروي عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، وقد روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فيه ضعف، وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة؛ وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح، ولا أثر ثابت، ولا قياس، فالأولى أن لا يفعله، ويقتصر على ما فعله السلف رضي الله عنهم من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة".
وقال المناوي (٥/ ١٣٨): ففعل ذلك سنة كما جرى عليه جمع شافعية منهم النووي في "التحقيق" تمكساً بعدة أخبار هذا منها- أي إذا رفع يديه ... - وهي وإن ضعفت أسانيدها تقوت بالاجتماع فقوله في المجموع لا يندب تبعاً لابن عبد السلام وقال لا يفعله إلا جاهل في حيز المنع ... ا. هـ.
أقول: من هنا يتبين أن هذا الفعل يخرج عن حد البدعة في حده الأدنى والله أعلم.
٦ - استحباب الدعاء، وأيهما أفضل الدعاء أم السكوت والرضا؟، قال النووي رحمه الله:
اعلم أن المذهب المختار الذي عليه الفقهاء والمحدثون وجماهير العلماء من الطوائف كلها من السلف والخلف: أن الدعاء مستحب، قال الله تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} والآيات في ذلك كثيرة مشهورة.
وأما الأحاديث الصحيحة فهي أشهر من أن تشهر، وأظهر من أن تذكر، وقد ذكرنا