وقد قدمنا قريباً في كتاب حفظ اللسان في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم:"ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه".
٨ - يستحب طلب الدعاء من أهل الفضل وإن كان الطالب أفضل من المطلوب منه، ويستحب الدعاء في المواضع الشريفة، قال النووي رحمه الله:
اعلم أن الأحاديث في هذا الباب أكثر من أن تحصر، وهو مجمع عليه، ومن أدل ما يستدل به ما روينا في كتابي أبي داود والترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال "استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن وقال: "لا تنسنا يا أخي من دعائك، فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا" وفي رواية قال: "أشركنا يا أخي في دعائك" قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقد ذكرناه في أذكار المسافر.
٩ - لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على النفس والولد والخادم والمال ونحوها، قال النووي رحمه الله:
روينا في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة نيل فيها عطاء فيستجاب منكم" قلت: نيل بكسر النون وإسكان الياء، ومعناه: ساعة إجابة ينال الطالب فيها ويعطى مطلوبه.
وروى مسلم هذا الحديث في آخر صحيحه وقال فيه: "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله تعالى ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
١٠ - حكم التسليم والصلاة على غير الأنبياء والترضي والترحم على الصحابة وأتباعهم، قال النووي رحمه الله:
أجمعوا على الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك أجمع من يعتد به على جوازها