للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى يقرأ الزمر، وبني إسرائيل".

أقول: من هذا النص ومن النص السابق عليه نعرف أن ما قبيل النوم فرصة للمسلم للتعبد بتلاوة القرآن، والأصل في تلاوة القرآن أن يصحبها تدبر وتأمل وتفكر، ومن ههنا أخذ بعضهم أن يكون للمسلم قبل نومه محاسبة لنفسه وتذكر، وإن مجموع ما ورد في أذكار النوم والاستيقاظ يفيد أن المسلم ينام على ذكر وتذكر، ويستيقظ على ذكر وتذكر.

٣٢٢٨ - * روى الشيخان عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".

وفي رواية (١) نحوه، وفيه "فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك ربي، لك وضعت جنبي، وبك أرفعه .. " وذكر نحوه.

وأخرجه أبو داود، وزاد بعد قوله: "خلفه عليه" ثم "ليضطجع على شقه الأيمن".

وفي رواية (٢) للترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم عن فراشه، ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة ثوبة، ثلاث مرات، وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وباسمك أرفعه ... " الحديث- وزاد في آخره: "فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي، وأذن لي بذكره".

أقول: إن الندب إلى نفض الفراش محمول على حال الظلمة أو خفوت الضوء أما إذا كان


٣٢٢٨ - البخاري (١١/ ١٢٦) ٨٠ - كتاب الدعوات، ١٣ - باب.
مسلم (٤/ ٢٠٨٤) ٤٨ - كتاب الذكر والدعاء، ١٧ - باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.
(١) هذه رواية مسلم السابقة.
أبو داود (٤/ ٣١٢) كتاب الأدب، ١٠٧ - باب ما يقال عند النوم.
(٢) الترمذي (٥/ ٤٧٢، ٤٧٣) ٤٩ - كتاب الدعوات، ٢٠ - باب منه.
(داخلة) الإزار: طرفه، وصنفته: طرفه أيضاً من جانب هدبه وقيل: من جانب حاشيته.
(خلفه عليه) خلف فلان فلاناً: إذا قام مقامه. والمراد: ما يكون قد دب على فراشه بعد مفارقته له.

<<  <  ج: ص:  >  >>