للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السائل، ولو جاء على فرس".

قال علاء الدين عابدين رحمه الله في (الهدية العلائية: ٣٧٧): من أخذ من الناس مالا، على صفة أنه: محتاج، أو صالح، أو عالم، أو شريف، وهو ليس كذلك، فما أخذه حرام.

وقال (٣٧٨): ولا بأس بالتصدق على المكدين، الذين يسألون الناس إلحافاً، ويأكلون إسرافاً، وفي نيته سد خلتهم، فهو مأجور، ما لم يظهر للمتصدق أنه غني، أو ينفقها في المعصية.

٣٣٩١ - * روى أبو داود عن أم بجيد الأنصارية (رضي الله عنها) وكانت ممن بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: "قلت: يا رسول الله، إن المسكين ليقوم على بابي، فما أجد شيئاً أعطيه إياه؟ قال: إن لم تجدي إلا ظلفاً محرقاً فادفعيه إليه في يده".

وفي رواية (١): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ردوا المسكين ولو بظلف محرف".

قال علاء الدين في (الهدية ٣٧٧ - ٣٧٨):

لا ينهر سائلاً على بابه وليقل- إذا لم يجد شيئاً- رزقنا الله تعالى وإياك. ولا يحصي على السؤال ما يعطيهم ولا يتوقع ممن تصدق عليه جزاءً ولا دعاءً، ولا شكراً وثناءً. ويعطي السائل بيده، بلا واسطة.


= (ولو جاء على فرس) قال الخطابي: معناه: الأمر بحسن الظن بالسائل إذا تعرض لك، وأن لا تجبهه بالتكذيب والرد، مع إمكان الصدق، يقول: لا تخيب السائل إذا سألك، وإذا رابك منظره وجاءك راكباً على فرس فإنه قد يكون له فرس، ووراء ذلك عائلة ودين يجوز معه أخذ الصدقة، وقد يكون من أصحاب سهم السبيل، أو عليه حمالة أي كفالة فيجوز له ذلك.
٣٣٩١ - أبو داود (٢/ ١٢٦) كتاب الزكاة، باب حق السائل.
الترمذي (٣/ ٥٢، ٥٣) ٥ - كتاب الزكاة، ٢٩ - باب ما جاء في حق السائل، وقال الترمذي: حديث أم بجيد حديث حسن صحيح.
(ظلفاً محرقاً) الظلف: خف الشاة، وفي كونه محرقاً مبالغة في غاية ما يعطى من القلة.
النسائي (٥/ ٨٦) ٢٣ - كتاب الزكاة، ٧٦ - تفسير المسكين.
(١) الموطأ (٢/ ٩٢٣) ٤٩ - كتاب صفة النبي، ٥ - باب ما جاء في المساكين.
النسائي (٥/ ٨١) ٢٣ - كتاب الزكاة، ٧٠ - باب رد السائل، وقد أخرج النسائي هذه الرواية عن ابن بجيد عن جدته، ولم يسمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>