للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البخاري: وقال إسماعيل: أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي طلحة- لا أعلمه إلا عن أنس- قال: لما نزلت (لن تنالوا البر) جاء أبو طلحة. ثم ذكر نحو ما تقدم .. إلى أن قال-: فهي إلى الله عز وجل، وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، أرجو بره وذخره، فضعها- أي رسول الله صلى الله عليه وسلم- حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ أبا طلحة، ذلك مال رابح، قبلناه منك، ورددناه عليك، فاجعله في الأقربين، فتصدق أبو طلحة على ذوي رحمه، قال: وكان منهم: أبي، وحسان، قال: فباع حسان حصته من معاوية، فقيل له: تبيع صدقة أبي طلحة؟ فقال: ألا أبيع صاعاً من تمر بصاع من دراهم؟ قال: وكانت تلك الحديقة في موضع قصر بني جديلة الذي بناه معاوية".

ولمسلم (١) قال: "لما نزلت هذه الآية {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ} قال أبو طلحة: أرى ربنا يسألنا من أموالنا، فأشهدك أني قد جعلت أرضي بيرحاء لله، فقال: اجعلها في قرابتك، قال فجعلها في حسان بن ثابت وأبي بن كعب".

٣٤٤٥ - * روى الشيخان عن زينب- امرأة ابن مسعود- (رضي الله عنهما) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تصدقن يا معشر النساء، ولو من حليكن، قالت: فرجعت إلى عبد الله، فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة، فائته فاسأله، فإن كان ذلك يجزي عني، وإلا صرفتها إلى غيركم؟ فقال لي عبد الله: بل ائتيه أنت، قالت: فانطلقت، فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حاجتي حاجتها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة، قالت: فخرج علينا بلال، فقلنا له: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره: أن امرأتين بالباب،


(١) مسلم (٢/ ٦٩٤) الموضع السابق.
(بخ بخ) كلمة يقولها المتجب من الشيء، وعند المدح والرضى بالشيء، ويكرر للمبالغة، فيقال: بخ بخ، فإن وصلت جررت ونونت فقلت: بخ بخ، وربما شددت.
(مال رابح، ورايح) رابح بنقطة واحدة، معناه: ذو ربح، وأما بنقطتين، فمعناه: أنه قريب المسافة يروح خيره ولا يغرب.
٣٤٤٥ - البخاري (٣/ ٣٢٨) ٢٤ - كتاب الزكاة، ٤٨ - الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر.
مسلم (٢/ ٦٩٤) ١٢ - كتاب الزكاة، ١٤ - باب فضل النفقة والصدقة على الأقربين.

<<  <  ج: ص:  >  >>