للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكن روي عنه أيضاً أنه قال أما أنا- أي حذيفة- فقد علمت أنه لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة، الطبراني (٩٥٠٩) وفيه انقطاع وروي عنه أنه قال: "كل مسجد له مؤذن وإمام فالاعتكاف فيه يصلح" الدارقطني (٢/ ٢٠٠) لكنه ضعيف.

وقد رد العلماء ما روي عن حذيفة أنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة بأمور:

١ - الاضطراب الواقع فيها فقد رويت موقوفة ومرفوعة.

٢ - أنه إنما اعترض على اعتكاف الناس بين بيت عبد الله بن مسعود وأبي موسى الأشعري وأنه لا يجوز الاعتكاف إلا في المسجد وبهذا يجمع بين الروايات وإن كانت روايتا الدارقطني والطبراني فيها انقطاع ...

٣ - أن حذيفة ربما قال ذلك اجتهاداً منه ويؤيد هذا الروايات الموقوفة عنه.

٤ - إن صحت رفع الروايات فقد اعترض على اجتهاده جمهور الصحابة وقالوا لعلك نسيت وحفظوا أو أخطأت وأصابوا وكذا موقف التابعين والأئمة من بعدهم وإذا كان كذلك فلا يجوز الادعاء أن السنة هو ما أجمع المسلمون على تركه ..

٥ - قال ابن حزم في (المحلي ٥/ ١٩٦) مؤكداً صحة الاعتكاف بأي مسجد مستدلاً بقوله تعالى: (وأنتم عاكفون في المساجد).

فإن قيل: فأين أنتم عما رويتموه من طريق سعيد بن منصور: حدثنا سفيان- هو ابن عيينة- عن جامع بن أبي راشد، عن شقيق بن سلمة، قال: قال حذيفة لعبد الله بن مسعود: قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أو قال مسجد جماعة"؟

قال: هذا شك من حذيفة، أو ممن دونه، ولا يقطع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشك، ولو أنه عليه السلام قال: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة" لحفظه الله تعالى علينا، ولم يدخل فيه شكاً، فيصح يقيناً أنه عليه السلام لم يقله قط.

٦ - قال الطحاوي: إن حديث حذيفة منسوخ (٤/ ٢٠) من مشكل الآثار.

<<  <  ج: ص:  >  >>