للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من ذي الحليفة، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل بالعمرة، ثم أهل بالحج، وتمتع الناس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمرة إلى الحج، فكان من الناس من أهدى، فساق الهدي ومنهم من لم يهد، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قال للناس: من كان منكم أهدى فإنه لا يحل من شيء حرم منه، حتى يقضي حجه، ومن لم يكن منكم أهدى فليطف بالبيت وبالصفا والمروة، وليقصر وليحلل، ثم ليهل بالحج وليهد، فمن لم يجد هدياً فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، وطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة، فاستلم الركن أول شيء، ثم خب ثلاثة أطواف من السبع، ومشى أربعة أطواف، ثم ركع حين قضي طوافه بالبيت عند المقام ركعتين، ثم سلم، فانصرف فأتى الصفا فطاف بالصفا والمروة سبعة أطواف، ثم لم يحلل من شيء حرم منه حتى قضى حجه ونحر هديه يوم النحر، وأفاض فطاف بالبيت، ثم حل من كل شيء حرم منه، وفعل مثل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهدى فساق الهدي من الناس".

أقول: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قارناً بالحج، وأمر أصحابه ممن لم يسق الهدي أن يتمتع وقد يطلق التمتع على القران توسعاً، وهذا الذي نجده في كثير من الروايات، إذ يوصف حج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمتع مع أنه قارن وذلك بالتوسع بالعبارة، ثم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر تمتع أصحابه بل أمرهم به.

٤٢٠٥ - * روى مسلم عن أسماء بنت أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما) قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين، فلما قدمنا مكة، قال رسول الله: "من كان معه هدي فليقم على إحرامه، ومن لم يكن معه هدي فليحلل، فلم يكن معي هدي. فحللت، وكان مع الزبير هدي، فلم يحل، قالت: فلبست ثيابي، ثم خرجت، فجلست إلى جنب الزبير. فقال لي: قومي عني فقلت: أتخشى أن أثب عليك؟ ".

وفي رواية (١): قالت: "قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهلين بالحج- وذكر الحديث- قال: فقال: استرخي عني، استرخي عني".


٤٢٠٥ - مسلم (٢/ ٩٠٧، ٩٠٨) ١٥ - كتاب الحج، باب ما يلزم، من طاف بالبيت وسعى ... إلخ النسائي (٥/ ٢٤٦) ٢٤ - كتاب مناسك الحج، ١٨٦ - ما يفعل من أهل بعمرة وأهدى، إلا أن عند النسائي "أستأخري عني".
(١) مسلم: نفس الموضع السابق ص (٩٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>