للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويقول: إن بني إسرائيل كانت إذا أصاب جلدَ أحدهم بولٌ قرضه بالمقاريض، فقال حذيفة: لوددتُ أن صاحبكم لا يُشدد هذا التشديد، فلقد رأيتُني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى، فأتى سُباطة قومس خلف حائطٍ، فقام كما يقوم أحدكم، فبال فانتبذْتُ منه، فأشار إليَّ، فجئتُ، فقمتُ عند عقبه صلى الله عليه وسلم، حتى فرغ".

قال الخطابيُّ: سبب بوله قائماً: إما مرض اضطره إليه، كما قد روي "أنه صلى الله عليه وسلم بال قائماً من وجعٍ كان بمأبضْيه" والمأبِض: باطن الركبة، وقيل: للتداوي من وجع الصلب، فإنهم كانوا يتداوون بذلك من وجع أصلابهم، أو أن المكان اضطرَّه إليه، لأنه لم يجدْ للقعود سبيلاً، وفيه أن مُدافعة البول مكروهة، لأنه صلى الله لعيه وسلم (بال قائماً، في السباطة) ولم يؤخرْ ذلك، وأما إدناؤه [حذيفة] إليه مع إبعاده عند الحاجة، فلأن السباطة إنما تكون في أفنية الناس، ولا تخلو من لمار، فأدناه إليه ليستتر به. (ابن الأثير).

٤٣٠ - * روى مالك عن نافع - مولى ابن عمر - رضي الله عنهم قال: "رأيتُ ابن عمر يبُولُ قائماً".

قال الحافظ في الفتح:

أقول: إن السنة شبه الدائمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم البول قاعداً، وبذلك استحب العلماء للإنسان أن يبول قاعداً إلا لعذر.

٤٣١ - * روى الترمذي عن عائشة قالت: "من حدثكم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول قائماً فلا تصدقوه".


٤٣٠ - الموطأ (١/ ٦٥) ٢ - كتاب الطهارة، ٣١ - باب ما جاء في البول قائماً وغيره.
قال الحافظ في "الفتح": (١/ ٢٨٥) قد ثبت عن عمر وعليّ وزيد بن ثابت وغيرهم أنهم بالوا قياماً وهو دال على الجواز من غير كراهة إذا أمن الرشاش، والله أعلم، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عنه شيء.
٤٣١ - الترمذي (١/ ١٧) أبواب الطهارة، ٨ - باب ما جاء في النهي عن البول قائماً.
النسائي (١/ ٢٦) كتاب الطهارة، ٢٥ - باب البول في البيت جالساً.
ابن ماجه (١/ ١١٢) ١ - كتاب الطهارة وسننها، ١٤ - باب في البول قاعداً.
قال محقق شرح السنة (١/ ٣٨٧).
"وفيه شريك بن عبد الله القاضي، وهو سيء الحفظ، لكن تابعه سفيان عند أحمد ٦/ ١٣٦، ١٩٢ وإسناده صحيح، وروى البزار بسند صحيح من حديث بريدة مرفوعاً "من الجفاء أن بول الرجل قائماً".

<<  <  ج: ص:  >  >>