للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نعم، قال: "إذا فعلت ذلك هجمت له العينُ، ونفهت له النفسُ، لا صام من صام الأبد، صومُ ثلاث أيامٍ صوم الدهر كله". قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك، قال: فصم صوم داود، كان يصومُ يوماً ويُفطر يوماً، ولا يفرُّ إذا لاقى".

وزاد في رواية (١): من لي بهذه يا نبي الله؟ ".

وفي رواية نحوه (٢)، وفيه "وصُم من كل عشرةِ أيام يوماً، ولك أجر تسعةٍ" - وفيه- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صام من صام الأبد" ثلاثاً.

قال البخاري (٣): قال عبد الله بن عمرو: أنكحني أبي امرأةٌ ذات حسبٍ، وكان يتعاهدُ كنتهُ، فيسألها عن بعلها، فتقول له: نعم الرجل من رجلٍ لم يطأ لنا فراشاً، ولم يُفتش لنا كنفاً مُذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه، ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ألقني به". فلقيته بعد، فقال "كيف تصومُ؟ " قلت: كل يومٍ. قال: "وكيف تختمُ؟ " قلت: كل ليلةٍ، فقال: "صُم كل شهرٍ ثلاثة أيامٍ، واقرأ القرآن في كل شهرٍ". قال: قلت: فإني أطيقُ أكثر من ذلك، قال: "صُم ثلاثة أيامٍ في الجمعة". قال: قلتُ: أطيقُ أكثر من ذلكن قال: "أفطر يومين وصُمْ يوماص". قال: قلت: أطيقُ أكثر من ذلك، قال: "صُم أفضل الصوم، صوم داود: صيام يومٍ. وإفطار يومٍ، واقرأ في كل سبع ليالٍ مرةً". قال: فليتني قبلتُ رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أني كبرتُ وضعُفْتُ، وكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار، والذي يقرؤه يعرضه من الليل، ليكون أخفَّ عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياماً، وأحصى وصام مثلهن كراهية أن يترك شيئاً فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواية النسائي (٤) قال:: زوجني أبي امرأةْ، فجاء يزورنا، فقال: كيف ترين بعلكِ؟ قالت: نعم الرجل، لا ينام الليل، ولا يفطر النهار، فوقع بي وقال: زوجتك امرأةً من المسلمين، فعضلتها، قال: فجعلتُ لا ألتفت إلى قوله، مما عندي من القُوةِ


(١) النسائي (٤/ ٢١٥) نفس الموضع السابق.
(٢) النسائي (٤/ ٢١٥) نفس الموضع السابق.
وألفاظهم جميعم متقاربة باتفاق المعنى.
(٣) البخاري (٩/ ٩٤) ٦٦ - كتاب فضائل القرآن، ٣٤ - باب في كم يُقرأ القرآن ... إلخ.
(٤) النسائي (٤/ ٢١٠) ٢٢ - كتاب الصيام، ٧٦ - صوم يوم وإفطار يوم ... إلخ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>