للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بنى أسدٍ، فدخل عليِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "من هذه؟ " قلت: فلانة، لا تنام من الليل، تذكرُ من صلاتها، قال: "مه، عليكم من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وكان أحبُّ الدين ما داوم عليه صاحبه".

وفي أخرى لمسلم (١): أن الحولاء بنت تويتٍ مرتْ بها، وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذه الحولاءُ بنتُ تويتٍ، وزعموا أنها لا تنام الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنام الليل؟! خُذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يسأمُ الله حتى تسأموا".

وأخرجه الموطأ (٢) مرسلاً عن إسماعيل بن أبي حكيم، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع امرأةً من الليل تًلي، فقال: "من هذه؟ قيل: الحولاء بنت تويتٍ لا تنام الليل، فكره ذلك، حتى عُرفت الكراهية في وجهه، ثم قال: "إن الله لا يمل حتى تملوا، أكلفوا من العمل ما لكم به طاقةٌ".

٥١٧٣ - * روى الترمذي عن أبي هريرة (رضي الله عنه): أن رسول الله صلى الله علي هوسلم قال: "إن لكل شيءٍ شرةٌ، ولكلِّ شرةٍ فترةٌ، فنْ صاحبها سدد وقارب فارجوهُ، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعُدُّوه".


(١) مسلم (١/ ٥٤٢) نفس الموضع السابق.
(٢) الموطأ (١/ ١١٨) ٧ - كتاب صلاة الليل، ١ - باب ما جاء في صلاة الليل.
(مهْ) بمعنى: اسكت.
(لا يسأم) السآمةُ: الضجر والملل، والمعنى مثله في قوله: "لا يمل حتى تملوا".
٥١٧٣ - الترمذي (٤/ ٦٣٥) ٣٨ - كتاب صفة القيامة، ٢١ - باب منه ... إلخ.
(شرةٌ) الشرةُ: النشاط، ويقال: شرةُ الشباب: أوله.
قال القاضي: الشرة بكسر الشين والتشديد: الحرص على لاشيء والنشاط فيه، و"صاحبها" فاعل دل عليه ما بعده، ونظيره قوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك).
والمعنى: أن من قصد في الأمور، وسلك الطريق المستقيم، واجتنب جانبي إفراط الشرة، وتفريط الفترة، فارجوه، ولا تلتفوا إلى شهرته فيما بين الناس، واعتقادهم فيه.
وقال الطيبي: ذهب إلى أن "إن" الشرطية الثانية من تتمة الأولى، فلعل الظاهر أن تكون مثلها في الاستقلال، فيكون تفصيلاً لذلك المجمل، فن قوله: "لكل شيء شره .. إلخ" معناه: أن لكل شيء من الأعمال الظاهرة، والأخلاق الباطنة طرفين، إفراطاً وتفريطاً، فالمحمود هو القصد بينهما، فإن رأيتم أحداص يسلك سبيل القصد، =

<<  <  ج: ص:  >  >>