للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرآن" وقالوا فإذا جمع بين ألفاظ الحديث كان تعين الفاتحة هو الأصل لمن معه قرآن فإن عجز عن تعلمها وكان معه شيء من القرآن قرأ ما تيسر وإلا انتقل إلى الذكر.

وفي الحديث دليل على وجوب الطمأنينة في الأركان، وقال الشافعية: الاطمئنان فرض، وقال الحنفية: واجب لما ورد في الحديث وإن انتقصت من صلاتك.

وقوله: "ثم افعل ذلك في الركعات كلها": دليل على وجوب القراءة في الركعات كلها كما يجب الركوع والسجود وجوز بعض الحنفية التسبيح في الركعتين الأخريين بدلاً عن القراءة ويروى كذلك عن علي من طريق الحارث الأعور (شرح السنة ٣/ ١١)، والحارث هذا ابن عبد الله صاحب علي كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض وفي حديثه ضعف (التقريب). وللإمام أبي حنيفة رواية تنص على وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة نقلها عنه الحسن بن زياد وصححها العيني وابن الهمام ومشى عليها في المنية (شعيب).

٩٣٤ - * روى النسائي عن زيد بن وهب قال: رأى حذيفة رضي الله عنه رجلاً يصلي، فطفف، فقال له حذيفة: مذ كم تصلي هذه الصلاة؟ قال: منذ أربعين سنة، قال: ما صليت منذ أربعين سنة، ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة، مت على غير فطرة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إن الرجل ليخفف ويتم ويحسن. وفي رواية (٢) البخاري، قال شقيق: إن حذيفة رأى رجلاً لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته، دعاه، فقال له حذيفة: ما صليت- قال- وأحسبه قال: ولو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم. وفي رواية (٣): ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمداً صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ في الفتح: واستدل به على وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود، وعلى أن الإخلال بها مبطل للصلاة.


٩٣٤ - النسائي (٣/ ٥٨) كتاب السهو، ٦٦ - باب تطفيف الصلاة.
(٢) البخاري (٢/ ٢٩٥) ١٠ - كتاب الأذان، ١٣٢ - باب إذا لم يتم السجود.
(٣) البخاري (٢/ ٢٧٤) ١٠ - كتاب الأذان، ١١٩ - باب إذا لم يتم الركوع.
(طفف) التطفيف في الكيل: نقصه، والمراد به ها هنا: نقص الصلاة والقراءة والاختصار فيها.
(فطرة محمد) الفطرة: الخلقة، والفطرة: الملة، أراد دين الإسلام الذي هو منسوب إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>