للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"فنصفها لي، ونصفها لعبدي- فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: (مالك يوم الدين) قال: مجدني عبدي"- وقال مرة: "فوض إلي عبدي- وإذا قال: (إياك نعبد وإياك نستعين) قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل".

وفي رواية الترمذي (١) وأبي داود (٢)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج"، غير تمام، قال أبو السائب- مولى هشام بن زهرة- قلت: يا أبا هريرة، إني أحياناً أكون وراء الإمام؟ قال: فغمز ذراعي، ثم قال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي ... وساق نحو ما تقدم، وقال في آخرها: "هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل".

وفي أخرى لأبي داود (٣)، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخرج فناد في المدينة: إنه لا صلاة إلا بقرآن، ولو بفاتحة الكتاب فما زاد". وفي رواية للترمذي (٤) ولأبي داود (٥): "أمرني أن أنادي: لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب"


الفجر كان مشهوداً) [الإسراء: ٧٨] أراد صلاة الفجر، لانتظام أحدهما بالآخر. والصلاة خالصة لله تعالى، لا شرك فيها لأحد، وحقيقة هذه القسمة التي جعلها بينه وبين عبده: راجعة إلى المعنى، لا إلى متلو اللفظ، لأن السورة من جهة اللفظ نصفها ثناء، ونصفها مسألة ودعاء، وقسم الثناء انتهى عند قوله: (إياك نعبد)، وقوله (وإياك نستعين) من قسم الدعاء. ولذلك قال: "وهذه بيني وبين عبدي" ولو كان المراد: قسمة الألفاظ والحروف، لكان النصف الآخر يزيد على الأول زيادة بينة، فيرتفع معنى التعديل والنصيف، فعلم أنما هو قسمة المعاني.
(مجدني) المجيد: الكريم والشريف، والتمجيد: التعظيم والتشريف.
(فوض) يقال: فوض فلان أمره إلى فلان: إذا رده إليه، وعول فيه عليه.
(١) الترمذي (٢/ ١٢١) أبواب الصلاة، ٢٣٣ - باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام.
(٢) أبو داود (١/ ٢١٦) كتاب الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته [بفاتحة الكتاب].
(٣) أبو داود في نفس الموضع السابق.
(٤) الترمذي (٢/ ١٢١، ١٢٢) أبواب الصلاة، ٢٣٣ - باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام.
(٥) أبو داود (١/ ٢١٦) كتاب الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته [بفاتحة الكتاب].

<<  <  ج: ص:  >  >>