للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حضرت صلاة العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس". فلما حضرت العصر أذن بلال، ثم أقام، ثم قال لأبي بكر: تقدم فتقدم أبو بكر فدخل في الصلاة، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يشق الناس حتى قام خلف أبي بكر، قال، وصفح القوم، وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لا يلتفت. فلما رأى أبو بكر التصفيح لا يمسك عنه، التفت، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أي امضه، فلما قال: لبث أبو بكر هنيهة يحمد لله على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "امضه"، ثم مشى أبو بكر القهقرى على عقبيه فتأخر، فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم تقدم فصلى بالناس. فلما قضى صلاته، قال: "يا أبا بكر: ما منعك إذ أومأت إليك ألا تكون مضيت قال: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم للناس: "إذا نابكم في صلاتكم شيء فليسبح الرجال وليصفح النساء".

وقال ابن أبي حازم في حديثه: فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا، يأمره أن يصلي، فرفع أبو بكر يده، فحمد الله ثم رجع القهقرى وراءه.

وقال عبد الأعلى في حديثه: فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أي كما أنت، فرفع أبو بكر يديه فحمد الله وأثنى عليه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجع القهقرى.

هذا دليل أن الخطو المتقطع القليل لا يفسد الصلاة ما دام صاحبه متجهاً نحو القبلة وأن الحركة القليلة لا تفسد الصلاة وأن للإمام أن يستخلف غيره وهو في الصلاة في حالات خاصة وهو موضوع سيأتي.

١٣٣١ - * روى البخاري عن أنس بن مالك الأنصاري إن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم صفوف في الصلاة، ثم تبسم فضحك. فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم


١٣٣١ - البخاري (٣/ ٧٧) ٢١ - كتاب العمل في الصلاة، ٦ - باب من رجع القهقرى في صلاته أو تقدم بأمر ينزل به.
ابن خزيمة (٣/ ٧٥) جماع أبواب العذر الذي يجوز فيه ترك إتيان الجماعة، ١٤٤ - باب الرخصة للمريض في ترك إتيان الجماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>