للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشجر شجرةً لها بركةٌ كبركة المسلمِ"، فظننت أنه يعني النخلة فأردتُ أن أقول هي الخلةُ، فنظرت فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثُهم. فسكتُ فقال: "فقال: "هي النخلةُ".

في دليل على أنه يجوز للعالم أن يطرح على أصحابه ما يختبرُ به علمهم.

أما ما رُوي عن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأغلُوطاتِ فقال الأوزاعي: هي شرار المسائل، فمعناه: أن يقابل العالِمُ بصعاب المسائل التي يكثُرُ فيها الغلطُ، ليُسْتَزَلَّ ويُستسْقط فيها رأيُه.

وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أنذرتكم صِعابَ المنطق. يريد المسائل الدقاق والغوامض. وإنما نهي عنها، لأنها غير نافعة في الدين، ولا يكاد يكون إلا فيما لا يقع أبداً.

ويُكره للرجل أن يتكلف بسؤال ما لا حاجة به إليه، فإن دعتِ الحاجة إليه، فلا بأس، كما روي أن عمر أراد إظهار فضل عبد الله بن عباس على القوم، فسألهم عن قول الله تعالى: (إذا جاء نصر الله والفتح) قال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، ولم يقل بعضهم شيئاً، فقال لابن عباس ما تقول؟ قال: قلت: أجلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمَهُ الله تعالى له، قال عمر، ما أعلمُ منها إلا ما تعلم.

وروى أن رجلاً سأل أُبيَّ بن كعب عن مسألةٍ فيها غموضٌ، فقال: هل كان هذا؟ قال: لا، قال: فأمهلني إلى أن يكون.

شرح السنة ١/ ٣٠٨.

٩٣ - * روى الشيخان عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنهما أنَّ


= مسلم (٤/ ٢١٦٤، ٢١٦٥) ٥٠ - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، ١٥ - باب مثل المؤمن مثل النخلة.
الترمذي (٥/ ١٥١) ٤٤ - كتاب الأمثال، ٤ - باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ للقرآن وغير القارئ.
٩٣ - البخاري (١٣/ ٢٦٤) ٩٦ - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، ٣ - باب ما يكره من كثرة السؤال.
مسلم (٤/ ١٨٣١) ٤٣ - كتاب الفضائل، ٣٧ - باب توقيره صلى الله عليه وسلم، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه.
أبو داود (٤/ ٢٠١، ٢٠٢) كتاب السنة، ٧ - باب لزوم السنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>