للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إن صلاها بحسب الإمكان جماعة أو منفرداً.

قال في عون المعبود (١/ ٦٢٢٠).

والمعنى يحصل له أجر خمسين صلاة وذلك يحصل له في الصلاة مع الجماعة لأن الجماعة لا تتأكد في حق المسافر لوجود الشمقة فإذا صلاها منفرداً لا يحصل له هذا التضعيف وإنما يحصل له إذا صلاها مع الجماعة خمسة وعشرين لأجل أنه صلاها مع الجماعة وخمسة وعشرون أخرى للتي هي ضعف تلك لأجل أنه أتم ركوع صلاته وسجودها وهو في السفر الذي هو مظنة التخفيف قاله العيني وفي "النيل" قوله فإذا صلاها في فلاة هو أعم من أن يصليها منفرداً أو في جماعة قال ابن رسلان: لكن حمله على الجماعة أولى وهو الذي يظهر من السياق انتهى قال الشوكاني: والأولى حمله على الانفراد.

وجاء في (حاشية الفتح ٢/ ١٣٤): وإنما يجب حمل هذا النص على من صلى في الفلاة حسب طاقته من غير ترك للجماعة عند إمكانها فأتم ركوعها وسجودها مع كونه خالياً بربه بعيداً عن الناس فشكر الله له هذا الإخلاص والاهتمام بأمر الصلاة فضاعف له هذا التضعيف.

١٤٩٢ - * روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "جاء رجل وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أيكم يتجر على هذا؟ فقام رجل فصلى معه".

وفي رواية (٢) أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلاً يصلي وحده، فقال: "ألا رجل


١٤٩٢ - الترمذي (١/ ٤٢٧) أبواب الصلاة، ١٦٤ - باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد صلى فيه مرة.
ابن خزيمة (٣/ ٦٣، ٦٤) جماع أبواب قيام المأمومين خلف الإمام، ١٢٩ - باب الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي قد جمع فيه.
(٢) أبو داود (١/ ١٥٧) كتاب الصلاة، ٥٥ باب في الجمع في المسجد مرتين وهو حديث صحيح.
(أيكم يتجر) الذي جاء في لفظ الحديث فيما قرأناه "أيكم يتجر على هذا" وهذا اللفظ إنما هو من التجارة، لأن الفعل من التجارة: تجر يتجُر، واتجر يتجِر، وله معنى، كأنه حيث قام يصلي معه فقد اتجر معه حيث حصل لنفسه بالصلاة معه مكسباً من الثواب، فسمى ذلك تجارة، وأما بناء الفعل من الأجر، وهو الجزاء، فهو يأتجر، فيجوز أن يكون أراد: أيكم يحصل لنفسه أجراً بالصلاة مع هذا، أو أيكم يعطيه الأجر بالصلاة معه، ويدل على صحة الثاني: ما جاء في الرواية الأخرى ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه؟ " وقوله أيضاً في هذه الرواية" "أيكم يتجر على هذا؟ " والكل متقارب المعنى. ابن الأثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>