(أقرت الصلاة بالبر والزكاة) أقرت: أي جعلت مستقرة، يعني أن الصلاة مقرونة بالزكاة في القرآن كلما ذكرت الصلاة، فهي قارة مع الزكاة، أي: مجاورة لها. (فأرم) أرم القوم: إذا سكتوا. (تبكعني) بكعته: إذا استقبلته بما يكره من القول. (فتلك بتلك) قال الخطابي: هذا مردود إلى قوله: "وإذا قرأ (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقالوا: آمين، يجبكم الله عز وجل" يريد: أن كلمة "آمين" يستجاب بها الدعاء الذي تضمنته السورة أو الآية، كأنه قال: فتلك الدعوة مضمنة تلك الكلمة، أو معلقة بها، أو نحوه من الكلام. وقيل: معناه: أن يكون الكلام معطوفاً على ما يليه من الكلام، وهو قوله: "وإذا كبر وركع: فكبروا واركعوا" يريد: أن صلاتكم متعلقة بصلاة إمامكم فاتبعوه، وأتموا به، ولا تختلفوا عليه، فتلك إنما تصح وتثبت بتلك، وكذلك الفصل الآخر، وهو قوله: "إذا قال: سمع الله لمن حمده- إلى أن قال: فتلك بتلك" يريد أن الاستجابة مقرونة بتلك الدعوات وموصولة بها، فإن قول الإمام "سمع الله لمن حمده" معناه: استجاب دعاء من حمده، وهو من الإمام دعاء المأموم، وإشارة إلى قوله: "ربنا ولك الحمد" فانتظمت الدعوتان إحداهما بالأخرى، فكان ذلك معنى قوله: "فتلك بتلك". والله أعلم. ١٥٩٨ - البخاري (٢/ ٢٩٠) ١٠ - كتاب الأذان، ١٢٨ - باب يهوي بالتكبير حين يسجد.