للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آخرُ، والجهاد في سبيل الله أفضلُ مما قُلتم، فزجرهم عمر، وقال: لاترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يوم الجمعة - ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفيته فيما اختلفتم فيه، فأنزل الله عز وجل: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (١).

روى الترمذي عن عدي بن حاتمٍ [الطائيِّ] (رضي الله عنه) قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليبٌ من ذهب، فقال: "يا عديُّ، اطرحْ عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (٢) قال: إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئاً استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئاً حرموه.

هذا الحديث على غير شرطنا وإنما أوردناه لاشتهاره على ألسنة كثير من الناس ويظنونه مقبولاً ويحتج به بعض الناس على ذم تقليد أئمة المذاهب الأربعة وهذا في غاية البعد عن الحق فإن أولئك الأحبار إنما كانوا يحلون ويحرمون من عند أنفسهم لا من عند الله ولا يجوز بحال أن يقاس حد من المسلمين فضلاً عن الأئمة الأربعة عليهم.

هذا مع ضعف الحديث قال الترمذي، (٥/ ٢٧٨):

هذا الحديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغُطيْف بن أعْين ليس بمعروف في الحديث، اهـ.

أقول: عبد السلام ثقة لكن غُطَيْف ضعيف ... والترمذي إنما حكم على غطيف.

٢٦٨٣ - * روى البخاري عن زيد بن وهبٍ (رحمه الله) قال: مررتُ بالرَّبَذَةِ، فإذا


= الترمذي (٥/ ٢٧٨) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ١٠ - باب ومن سورة براءة، وقال الترمذي: حديث غريب.
(الوثن) ما يعبد من دون الله تعالى، وأراد به هاهنا: الصليب.
(الأحبار) الأحبار: جمع حبر، وهو العالم.
(١) التوبة: ١٩.
(٢) التوبة: ٣١.
٢٦٨٣ - البخاري (٣/ ٢٧١) ٢٤ - كتاب الزكاة، ٤ - باب ما أُدِّي زكاته فليس بكنز.
(الربذة): موضع قريب من المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>