للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شدة، حتى أنزل الله تصديقي {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} (١) قال: ثم دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم، قال: فلووْا رؤوسهم، وقوله: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} قال: كانوا رجالاً أجمل شيء.

وفي رواية (٢) أن زيداً قال: كُنتُ في غزاةٍ فسمعتُ عبد الله بن أُبي يقول- فذكر نحوه- قال: فذكرتُ ذلك لعمِّي فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني فحدثته فأرسل إلى عبد الله بن أُبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذبني، فأصابني غمٌّ لم يُصبني مثله قط، فجلست في بيتي، وقال عمي: ما أردت إلى أنْ كذبك النبي صلى الله عليه وسلم ومقتك؟ فأنزل الله عز وجل {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى قوله {لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (٣) فأرسل إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأها عليَّ ثم قال: "إن الله قد صدقك".

وللبخاري (٤) أيضاً قال: لما قال عبد الله بن أُبي: لا تنفقوا على من عند رسول الله، وقال أيضاً: لئن رجعنا إلى المدينة ... أخبرتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فلامني الأنصار، وحلف عبد الله بن أُبي ما قال ذلك، فرجعتُ إلى المنزل، فنمتُ، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال: إن الله قد صدقك، فنزلت {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} (٥).

وأخرجه الترمذي (٦) مثل الرواية الثانية، ونحو الرواية الثالثة التي أخرجها البخاري، وقال: "في غزوة تبوك".

وفي رواية (٧) أخرى له قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان معنا أُناسٌ من الأعراب، فكُنا نبتدرُ الماء، وكان الأعرابُ يسبقوننا إليه، فسبق أعرابيٌّ أصحابه، فيسبقُ الأعرابي، فيملأ الحوض، فيجعل حوله حجارة، ويجعل النطع عليه، حتى يجيء


(١) المنافقون: ١.
(٢) البخاري (٨/ ٦٤٤) ٦٥ - كتاب التسير، ١ - باب قوله (إذا جاءك المنافقون ..).
(٣) المنافقون: ١ - ٨.
(٤) البخاري (٨/ ٦٤٦، ٦٤٧) ٦٥ - كتاب التفسير، ٣ - باب قوله (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا ..).
(٥) المنافقون: ٧.
(٦) الترمذي (٥/ ٤١٥، ص ٤١٧) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٦٤ - باب "ومن سورة المنافقين" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٧) الترمذي (٥/ ٤١٥، ٤١٦، ٤١٧) نفس الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>