للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ركعة، و (المدثر) و (المزمل) في ركعة، و (هل أتى) و (لا أقسم بيوم القيامة) في ركعة، و (عم يتساءلون) و (المرسلات) في ركعة، و (الدخان) و (إذا الشمس كورت) في ركعة. وقال أبو داود: هذا تأليف ابن مسعود.

وفي رواية أخرى (١) لمسلم عن شقيق: (قال عبد الله: إن لأعرف النظائر التي كان يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عشرين سورة في عشر ركعات، ثم أخذ بيد علقمة، فدخل، ثم خرج إلينا علقمة، فسألناه؟ فأخبرنا بهن).

أقول: قراءة: (ياسن) قراءة شاذة لأنها تخالف رسم المصحف، وقراءة: (آسن) هي القراءة المتواترة، فهذا الجواب الصحيح على سؤال الرجل، وابن مسعود كان يرتب مصحفه ترتيباً فيه انفرادات، وقد أجمعت الأمة على الترتيب العثماني للمصحف، وجمهور العلماء على أن هذا الترتيب توقيفي من الشارع، ومن علم حجة على من لا يعلم، وعلى جلالة قدر ابن مسعود في العلم، فإنه قد يفوته ما عند غيره.

قال النووي في شرح مسلم (٦/ ١٠٤): عند قوله (كل القرآن قد أحصيت غير هذا الحرف):

هذا محمول على أنه فهم منه أنه غير مسترشد في سؤاله إذ لو كان مسترشداً لوجب جوابه وهذا ليس بجواب ..

فقال الرجل: إني لأقرأ المفصل في كل ركعة فقال ابن مسعود: هذاً كهذ الشعر معناه أن الرجل أخبر بكثرة حفظه وإتقانه فقال ابن مسعود: تهذه هذاً وهو شدة الإسراع والإفراط في العجلة وهذا حث على الترتيل والتدبر.

وقوله إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم: معناه أن قوماً ليس حظهم من القرآن إلا مروره على اللسان فلا يجاوز تراقيهم ليصل قلوبهم وليس ذلك المطلوب.

وقوله عشرون سورة في عشر ركعات: قال القاضي هذا صحيح موافق لرواية عائشة


(١) مسلم (١/ ٥٦٤) ٦ - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٤٩ - باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>