للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فصل في أبواب صلاة الخوف]

[باب في عدد ركعات صلاة الخوف]

مسألة (٣٥١) مذهب جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم منهم الأئمة الأربعة أن صلاة الخوف كالصلاة في الأمن من حيث عدد الركعات لكل صلاة، الصبح ركعتان والظهر أربع وكذا العصر والعشاء، والمغرب ثلاث، فإذا انضم للخوف السفر المعتبر في الشرع جاز في صلاة الخوف قصر الرباعية كما في صلاة المسافر سواءً بسواء. ورُوي هذا عن ابن عمر - رضي الله عنهما - والنخعي والثوري.

وذهب عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما والحسن البصري والضحاك وإسحاق بن راهويه إلى أن صلاة الخوف ركعة لا غير (١).

وحُكي هذا القول كذلك عن جابر بن عبد الله الصحابي رضي الله تعالى عنه وطاوس، وحكى الجمهور عن هؤلاء رحمهم الله تعالى أن صلاة الخوف ركعة على المأموم والإمام، وحكى الشيخ أبو حامد عنهم أن الفرض على الإِمام في الخوف ركعتان وعلى المأموم ركعة، والله تعالى أعلم.

مج ج ٤ ص ٢٥٩، مغ ج ٢ ص ٢٧٠.

[باب في الرخصة في صلاة الخوف]

مسألة (٣٥٢) مذهب الجماهير من العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم أن صلاة الخوف رخصة ثابتة باقية إلى يوم القيامة وليست مختصة بزمان النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم تكن مختصة بحضور النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم تُنسخ في زمانه صلى الله عليه وآله وسلم.

وذهب أبو يوسف وإسماعيل بن علبة ومحمد بن الحسن (٢) إلى أنها كانت مختصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ومن يصلي معه، وذهبت بوفاته - صلى الله عليه وسلم - وحكى ابن رشد عنه أنها


(١) انظر بداية ج ١ ص ٢٣٣، الحاوي ج ٢ ص ٤٦٠. قال الموفق ابن قدامة: قال أبو داود في السنن: وهو مذهب ابن عباس وجابر قال: إنما القصر ركعة عند القتال، وقال طاوس ومجاهد والحسن وقتادة والحكم كذا يقولون: ركعة في شدة الخوف يومئ إيماءً. وقال إسحاق: يجزئك عند الشدة ركعةُ تومئ إيماءً، فإن لم يقدر فسجدة واحدة، فإن لم يقدر فتكبيرة؛ لأنها ذكر لله تعالى، وعن الضحاك أنه قال: ركعة، فإن لم يقدر كبَّر تكبيرة حيث كان وجهه. انظر. مغ ج ٢ ص٢٧٠.
(٢) حكاه عنه الماوردي. انظر الحاوي ج ٢ ص ٤٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>