للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مج ج٢ ص ٣٠٦، بداية ج ١ ص ٩٥.

[باب في التيمم في الحضر والإعادة للصلاة لمن وجد الماء داخل الوقت]

مسألة (١١٧) جمهور العلماء على أن من فقد الماء في الحضر واستوفى شروط إباحة التيمم فله أن يتيمم ويصلِّي ثمَّ يعيد صلاته تلك إن وجد الماء داخل الوقت.

هذا مذهب الشافعي وأبي حنيفة في روايةٍ.

قلت: وهو الصحيح عنه -رحمه الله- تعالى (١).

وذهب أبو حنيفة في روايةٍ عنه إلى أنه لا يصلِّي حتى يجد الماء.

قلت: والصحيح أنه قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن أو مذهبهما.

وذهب مالك والثوري والأوزاعي والمزني والطحاوي إلى أنه يصلِّي بالتيمم ولا يعيد. وبه قال أحمد في روايةٍ، والشافعي في قولٍ (٢).

قلت: وقال مالك مرة كقول الجمهور (٣).

مج ج ٢ ص ٣١٠.

باب في المسافر يصلي بتيممه ثمَّ يجد الماء. هل يعيد صلاته؟

مسألة (١١٨) جمهور العلماء من السَّلف والخلف على أن المسافر إذا صلى بتيممه ثمَّ وجد الماء، فإنه لا يجب عليه أن يعيد صلاته سواء وجد الماء في الوقت أم خارجه. وبه قال الشعبي والنخعي وأبو سلمة بن عبد الرحمن ومالك وأبو حنيفة والثوري والأوزاعي وأحمد وإسحاق وابن المنذر والمزني، وهو الصحيح من مذهب الشافعي -رحمه الله- تعالى. وحكى ابن المنذر وغيره عن طاوس وعطاء والقاسم بن محمَّد ومكحول وابن سيرين والزهري وربيعة أنهم قالوا: إذا وجد الماء في الوقت لزمه الإعادة، واستحبَّه الأوزاعي ولم يوجبه.

وحكى صاحب التحفة عن مالك أنه يعيد. قلت: الذي نصَّ عليه مالك في المسافر يجد


(١) وبعض أهل المذهب يشترطون كون الماء بعيدًا ميلًا أو أكثر فيجوز للمشقة.
(٢) انظر في هذه المسألة بداية ج ١ ص ٨٧، الحاوي ج ١ ص ٢٦٧، ج ١ ص ٢٣٤، الشرح الصغير ج ١ ص ١٧٩، ١٩٠. إعلاء السنن ج ١ ص ٢٣٢، المدونة في ج ١ ص ٤٧.
(٣) قد فرَّق مالك في المدونة بين المسافر وبين الخائف والمريض إذا صلُّوا بتيممهم ثمَّ وجدوا الماء داخل الوقت، فقال في المسافر: لا يعيد، وقال في غيره: يعيد. انظر المدونة ج ١ ص ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>