للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المرسوم]

اتّفقت المصاحف على كتابه ﴿مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ (١) بغير ألف ليحتمل القراءتين فعلى قراءة القصر قياسي، وعلى قراءة المدّ اصطلاحي حذف تخفيفا لزيادته ومدّيته، وكذلك ﴿مالِكَ الْمُلْكِ﴾ بآل عمران (٢) كما في (المقنع)، ولم يذكره في (الرائية)، ومقتضاه أنّ ما عداه يكتب على لفظه (٣).

وقد اصطلحوا على حذف ألف فاعل في الأعلام، وقال ابن قتيبة: "ما كان من الأسماء أي الأعلام المنقولة من الصّفات على فاعل وكثر استعماله نحو ﴿صالِحُ﴾ و ﴿مالِكِ﴾ و ﴿خالِدٌ﴾ فحذف ألفه أحسن من إثباتها فإن حلّيت باللام تعيّن الإثبات" (٤).

واتّفقوا أيضا على كتابة ﴿الصِّراطَ﴾ بالصاد سواء كان عاريا من «أل» مضافا أو مقطوعا أو محلى بهاء بأيّ إعراب كان نحو ﴿صِراطُ رَبِّكَ﴾ و ﴿صِراطاً مُسْتَقِيماً﴾ و ﴿لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِراطِ اللهِ﴾ ﴿اِهْدِنَا الصِّراطَ﴾ و ﴿عَنِ الصِّراطِ﴾ (٥) للدّلالة على البدل لأنّ السّين هو الأصل إذ هو من «سرطت» أي بلعت كما مرّ، وكلّ سين بعد


(١) الفاتحة: ٤، الوسيلة: ٨٨، مختصر التبيين ٢/ ٤١.
(٢) آل عمران: ٢٦.
(٣) جميلة أرباب المراصد: ٢٧٥، المقنع: ٨٣، وأطلق الناظم في مورد الظمآن الحذف فقال:
"وصالح وخالد ومالك" فقال في شرحه لطائف البيان: ٢٨: "أطلق الناظم هنا الحذف في «مالك» فشمل حيث وقع وكيف جاء نحو ﴿وَنادَوْا يا مالِكُ،﴾ و ﴿قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ﴾ ".
(٤) جميلة أرباب المراصد: ٤٨٩، وأدب الكاتب لابن قتيبة: ١٦١، ونقل محقق كتاب الجميلة ما قاله الشيخ على القاري على شرح الرائية لوحة (٣٧): "اعلم أن ما ذكره ابن قتيبة محمول على القواعد العربية، وأما ما رسم في الرسم فالأعلام المنقولة نحو «مالك» و «صالح» و «خالد» فمحذوف الألف بلا خلاف، بخلاف «صالحا» و «خالدا» حال كونهما وصفا فإنه لا خلاف في إثبات ألفهما".
(٥) الآيات على الترتيب: الأنعام: ١٢٦، النساء: ٦٨، الشورى: ٥٢، ٥٣، الفاتحة: ٦، المؤمنون: ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>