للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المرسوم]

اتفقت المصاحف على حذف ألف ﴿الْمَسْجِدِ﴾ حيث كان بألف ولام أم لا، ونقل نافع عن المدني كالباقي في حذف ألف ﴿أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ﴾ (١) وهو الأوّل من هذه السّورة، ووجه الحذف احتمال القراءتين؛ فقراءة الحاذف قياسية، والمثبت اصطلاحية، واحترز بالأوّل عن الثّاني ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ﴾ (٢)، وقد قرأه بالتّوحيد ابن سلمة عن ابن كثير، ومحبوب عن أبي عمرو، وعن الثّالث ﴿وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ﴾ (٣) المتفق على توحيده.

وكتب في المصاحف العراقية الهمزة الثّانية في ﴿أَئِمَّةَ﴾ الخمسة: ﴿أَئِمَّةَ الْكُفْرِ﴾ هنا ﴿أَئِمَّةً يَهْدُونَ﴾ ب «الأنبياء» ﴿أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ﴾ ﴿أَئِمَّةً يَدْعُونَ﴾ ب «القصص» ﴿أَئِمَّةً يَهْدُونَ﴾ (٤) بالسجدة بالياء، قال ابن البناء: لأنّ أصله «أأممه» جمع «إمام» على وزن «أفعله» نقلت كسرة الميم إلى الهمزة السّاكنة قبلها لارتباط الحرفين باجتماع الطرفين تنبيها على رجوع حكم المأموم إلى الإمام فسكنت الميم فأدغمت في الميم وأبدلت الهمزة المكسورة ياء محضة.

وكتب ﴿سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ﴾ (٥) في المصاحف القديمة محذوفتي الألف ك «قيامة» و «حمالة»، قال شيخ مشايخنا الشمس ابن الجزري: رأيتها في المصاحف القديمة ثمّ رأيتها كذلك في مصحف المدينة الشريفة، ولم أعلم أحدا نصّ على إثبات الألف فيهما ولا في أحدهما، وقراءة ابن وردان السّابقة تدلّ على حذفها منهما إذ هي محتملة الرّسم.


(١) التوبة: ١٧، الجميلة: ٣٣٩.
(٢) التوبة: ١٨.
(٣) التوبة: ١٩.
(٤) التوبة: ١٢، الأنبياء: ٧٣، القصص: ٥، ٤١، السجدة: ٢٤، الجميلة: ٥٩٩.
(٥) التوبة: ١٩، النشر ٢/ ٢٧٩، الجميلة: ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>