للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتباعد المخرجين والاكتفاء بتخفيف البدل وهو الذي عليه أئمة البصرة، [وأدغمها الجمهور] (١)، والوجهان في (الشّاطبيّة) وغيرها، ولا خلاف في إظهار: ﴿إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً﴾ (٢) لخفّة الفتحة بالسّكون السّابق وهو الألف (٣).

وأمّا «الشّين»:

فتدغم في «السّين» في موضع واحد:

في سبحان: ﴿إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً﴾ (٤) لا غير لتجانسهما في الهمس والرّخاوة والانفتاح والتّسفل، وكافأ الصّفير التّفشّي وانتشاره قربها من حروف متباعدة، واختلف فيه: فروى إدغامه منصوصا عبد الله بن اليزيدي عن أبيه، وهو رواية ابن شيطا من جميع طرقه عن الدّوري والثّغري (٥) عن السّوسي والدّوري، وبه قرأ الدّاني من طرق اليزيدي وشجاع، وروى إظهاره سائر أصحاب الإدغام، واختاره ابن سوار ومن وافقه لزيادة «الشين» بالتّفشّي، لكن تقدّم أنّ الصّفير كافأه، والله أعلم.

قال ابن الجزري: "والوجهان صحيحان قرأت بهما وبهما آخذ" (٦).

وأمّا «الضّاد» المعجمة: ففي موضع واحد: في «الشين»:

﴿لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ﴾ في النّور (٧) فقط فأدغمه منصوصا السّوسي عن اليزيدي لتقاربهما وتجانسهما في الرّخاوة، وكافأ انتشار التّفشّي استطالة «الضّاد»، والصّوت مظهر، وكذا روى الإدغام أداء ابن شيطا، عن ابن أبي عمر عن ابن مجاهد عن أبي الزّعراء عن الدّوري وابن سوار من جميع طرق ابن فرح سوى الحمّامي (٨)،


(١) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وفي النشر ١/ ٢٩٢: "وأدغمها سائر المدغمين".
(٢) يونس: ٤٤.
(٣) النشر ١/ ٢٩٢، كنز المعاني ٢/ ٢٧٤، ٢٧٥.
(٤) الإسراء: ٤٢.
(٥) علي بن أحمد بن محمد، أبو الحسن الكلابزي، أخذ عن السوسي، الغاية ١/ ٥٢٢.
(٦) النشر ١/ ٣٣٤، المستنير ١/ ٤٣٠، كنز المعاني ٢/ ٢٧٢.
(٧) النور: ٦٢.
(٨) انظر: المستنير ١/ ٤٣١، إيضاح الرموز: ١٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>