للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في كيفية تسهيل همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام في ﴿آلذَّكَرَيْنِ﴾ كلاهما مع اتّفاقهم عليه: فالجمهور على إبدالها ألفا خالصة مع المدّ لالتقاء السّاكنين، وعلّل ذلك الجعبري (١) كغيره بأنّ حذفها يؤدي إلى التباس الاستفهام بالخبر لتماثل الحركتين، والتّحقيق يؤدى إلى إثبات همزة الوصل بالوصل وهو لحن، والتّسهيل فيه شيء من لفظ المحقّقة فتعيّن البدل، وكان ألفا لأنّها مفتوحة، به قرأ الدّاني على أبي الحسن، واختاره في (الحرز) (٢) حيث قال:

… فامدده مبدلا

فللكلّ ذا أولى … ...

قال الجعبري: هو المشهور في الأداء القوي عند التّصريفيين وهو لأكثر النّحاة كما صرّح به الدّاني، وذهب آخرون إلى تسهيلها بين بين قياسا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليهن همزة الاستفهام، وهو مذهب صاحب (العنوان) وشيخه عبد الجبّار، والوجهان في (الحرز) كأصله، ولم يفصلوا بين الهمزتين بألف - كما يجوز في همزة القطع - لضعفها عن همزة القطع، وأجمعوا على عدم التّحقيق لعدم الفصل.

وكذلك الحكم في ﴿آلْآنَ﴾ موضعي «يونس» (٣)، و ﴿آللهُ﴾ فيها و «النمل» (٤).

وقرأ «شهداء إذ وصاكم الله» (٥) بتسهيل الثّانية كالياء وتحقيق الأولى نافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر ورويس، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بتحقيقهما.


(١) كنز المعاني ٢/ ٥٩٣.
(٢) الشاطبية البيت (١٩٢، ١٩٣)، العنوان: ٤٦.
(٣) يونس: ٥١، ٩١.
(٤) يونس: ٥٩، النمل: ٥٩.
(٥) الأنعام: ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>