للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا إعراب هذه الكلمة: ف «أنتم» مبتدأ، و «هؤلاء» خبره، والجملة من قوله:

﴿(حاجَجْتُمْ)﴾ جملة مستأنفة مبينة للجملة الأولى يعني: أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى، وبيان حماقتكم وقلّة عقولكم أنّكم جادلتم فيما لكم به علم ممّا وجدتموه في التّوراة والإنجيل عنادا، أو تدعون وروده فلم تجادلون فيما لا علم لكم به ولا ذكر في كتابكم من دين إبراهيم (١).

وقرأ بإسكان الهاء ﴿يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾ و ﴿لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ﴾ (٢) أبو عمرو وهشام من طريق الدّاجوني وأبو بكر وحمزة وكذا ابن وردان من طريق النّهرواني وابن جمّاز من طريق الهاشمي، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ قالون وكذا يعقوب باختلاس الكسر فيهما، واختلف عن ابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني وكذا عن أبي جعفر.

والذي تلخّص - كما في باب "هاء الكناية" - لابن ذكوان القصر والإشباع، ولهشام الإسكان من طريق الدّاجوني، والقصر والإشباع من طريق الحلواني ولأبي جعفر السّكون والقصر، وقرأ الباقون بالإشباع، فوجه الإسكان كما ذكره الجعبري: "ما نقل الفرّاء أنّ من العرب من يسكن هاء الضّمير إذا تحرّك ما قبلها حملا على ميم الجمع، وقيل حملت على الوقف، ووجه الاختلاس: أنّه حذف المدّ تخفيفا، ولم يسكّن الهاء للخفاء والتّوحيد بخلاف الميم، ووجه الصّلة أنّه الأصل، وقد طعن بعضهم في قراءة الإسكان وقال: إنّها غلط بيّن لأنّ الهاء لا ينبغي أن يجزم ولا يسكن في الوصل، وأجيب: بأنّها لغة ثابتة عن العرب حفظها الأئمة الأعلام كالكسائي فإنّه حكى عن بني عقيل وبني كلاب ﴿إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ،﴾ وبسكون الهاء وكسرها من غير إشباع، ويقولون:" له مال "و" له مال "، بالاسكان والاختلاس، وقال الفرّاء: من العرب من يجزم الهاء إذا تحرك ما قبلها، فيقولون:" ضربه/ضربا شديدا "فيسكّنون


(١) الدر المصون ٤/ ٢١، الكشاف ١/ ٣٧١، البحر المحيط ٣/ ٢٠٠، البيضاوي ١/ ١٦٥.
(٢) آل عمران: ٧٥، النشر ١/ ٣٠٥، ٢/ ٢٤١، إيضاح الرموز: ٣٢٣، مصطلح الإشارات: ١٨٥، المبهج ٢/ ١٥٤، كنز المعاني ٢/ ٥٢٠، الدر المصون ٤/ ٤٣، البحر المحيط ٣/ ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>