للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

أمال ﴿وَتَرَى النّاسَ﴾ (١) في الوصل السوسي بخلف عنه، وقرأ الباقون بالفتح، وبه قرأ السوسي في الوجه الثاني عنه، وأما له في الوقف أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق وبالتقليل، والباقون بالفتح.

واختلف في ﴿سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى﴾ (٢) فحمزة والكسائي، وكذا خلف بفتح السين وإسكان الكاف مع حذف الألف والإمالة فوزنه: «جمرى» على وصف المؤنثة بذلك، قال سيبويه: "جعلوه مثل: «مرضى» لأنهما شيئان - يدخلان على الإنسان -، ثم جعلوا «روبى» مثل «سكارى»، وهم المستثقلون نوما من شرب الرائب" (٣)، وقال الفارسي أبو علي (٤): "ويصح أن يكون جمع: «سكر»؛ ك «زمن» و «زمنى»، وحكي سيبويه (٥):" رجل سكر "بمعنى سكران، فتجيء سكارى حينئذ لتأنيث الجمع"، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بضم السين وفتح الكاف مع الألف على وزن «كسالى»، وهل هذه الصيغة جمع تكسير أو اسم جمع (٦)، وأمالهما أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري وورش من طريق الأزرق وبالتقليل، والباقون بالفتح وبه قرأ ابن ذكوان من طريق الأخفش، وورش من طريق الأصبهاني، والمعنى أنهم سكارى وما هم بسكارى على الحقيقة، فأثبت أنهم سكارى على طريق التشبيه ثم نفى/عنهم الحقيقة، وهي السكر من الخمر، وذلك لما هم فيه من الحيرة


(١) الحج: ٢، النشر ٢/ ٧٩.
(٢) الحج: ٢، النشر ٢/ ٣٢٦، المبهج ٢/ ٧١١، مصطلح الإشارات: ٣٦٩، إيضاح الرموز: ٥٣٧، الدر المصون ٨/ ٢٢٥، البحر المحيط ٧/ ٤٨٢.
(٣) الكتاب ٢/ ٢١٤.
(٤) الحجة للفارسي ٥/ ٢٦٦.
(٥) الكتاب ٢/ ٢١٤.
(٦) الدر المصون ٨/ ٢٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>