للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الأوّل في الهمز المفرد

وإنّما عقبته بهاء الكناية مراعاة لترتيب الكتاب العزيز، قال - تعالى -: ﴿فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ (١) ولا عبرة بمدّ المتقين لفرعيته، وكثير من المؤلفين عقّبوا بالمدّ والقصر، واحتجّوا لهم بما بين هاء الكناية والمدّ من المشاركة بجامع الخفاء، والذي أثبته للتّرتيب القرآني كما نبّه عليه المحقق أبو إسحاق الجعبري أظهر (٢).

والهمز المفرد: هو الذي لم يلاصق مثله (٣).

وهو ثلاثة أنواع: ما يبدل، وما ينقل، وما يسكت على السّاكن قبله:

النّوع الأوّل: ما اختلف فيه بالبدل والتّحقيق:

وقدّم على غيره من فصول هذا الباب لما مرّ، ولكونه يعم الوقف والوصل.

وينقسم إلى: ساكن ومتحرك، وكلّ منها ينقسم أيضا إلى: أصلي وزائد، والأصلي ثلاثة: فاء، وعين، ولام:

القسم الأوّل: الهمزة السّاكنة:

وتأتي بعد ضمّ نحو: ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ و ﴿نُؤْتى﴾ والرءيا و ﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ﴾ و ﴿لَوَلَّوْا﴾ و ﴿تَسُؤْكُمْ﴾ و ﴿يَقُولُ اِئْذَنْ لِي﴾ (٤)، وبعد كسر نحو: ﴿بِئْسَ﴾ و ﴿جِئْتَ﴾ و ﴿شِئْتَ﴾ و ﴿وَرِءْياً﴾ و ﴿نَبِّئْ﴾ و ﴿الَّذِي اُؤْتُمِنَ﴾ (٥).


(١) البقرة: ٢، ٣.
(٢) كنز المعاني شرح الشاطبية ٢/ ٣٣٧ قال: "وما قيل من أنه أخّر الهمز المفرد إلى المجتمع، عكسه أولى، ولا عبرة بمد المتقين، لفرعيته، وإلاّ لتقدم على الإدغام".
(٣) انظر: كنز المعاني ٢/ ٤٥٠، معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات: ١٠٨.
(٤) التوبة: ٤٩.
(٥) البقرة: ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>