للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتح الباء كما ترى (١)، واستدل لذلك بما أجمع على إظهاره وهو: ﴿وَمَنْ تابَ مَعَكَ﴾ بهود (٢)، لعدم وجود المجاور (٣).

وأمّا «الميم»:

فتسكن عند الباء إذا تحرك ما قبلها، ثمّ تخفى بغنّة وذلك في ثمانية وسبعين حرفا نحو: ﴿بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ﴾، ﴿آدَمَ بِالْحَقِّ﴾ (٤)، لأنّه لما اشتركا في المخرج وتجانسا في الانفتاح والاستفال ثقل الإظهار والإدغام المحض يذهب الغنّة فعدل إلى الإخفاء، فإن سكن ما قبلها نحو: ﴿إِبْراهِيمُ بَنِيهِ﴾، و ﴿الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ﴾، ﴿الْيَوْمَ بِجالُوتَ﴾ (٥)، فأجمعوا من هذه الطّرق على الإظهار، وإنّما اشترطوا الحركة لتحقّق الثّقل والتّمكن من الغنّة، وليس في الإدغام الكبير مخفي غير ذلك، ونبّه بتسكين الباء على أنّ الحرف المخفي كالمدغم يسكن ثمّ يخفي، لكنّه يفرق بينهما بأنّه في المدغم يقلب ويشدّد الثّاني بخلاف المخفي.

فهذا ما أدغمه أبو عمرو من هذا الفصل، وقد شاركه غيره:

فقرأ حمزة وفاقا له بإدغام التّاء في أربعة مواضع وهي: ﴿وَالصَّافّاتِ صَفًّا﴾، ﴿فَالزّاجِراتِ زَجْراً﴾، ﴿فَالتّالِياتِ ذِكْراً﴾، ﴿وَالذّارِياتِ ذَرْواً﴾ (٦) بغير إشارة.

واختلف عن خلاّد عنه في ﴿فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً﴾، ﴿فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً﴾ (٧)، فبالإدغام فيهما أخذ ابن مهران عن أصحابه عن الوزّان عن خلاّد، وأبو الفتح فارس بن أحمد


(١) انظر النشر ١/ ٣٢٧.
(٢) هود: ١١٢.
(٣) انظر النشر ١/ ٣٢٧.
(٤) الأنعام: ٥٣، المائدة: ٢٧، على الترتيب.
(٥) البقرة: ١٣٢، يوسف: ٤٤، البقرة: ٢٤٩، على الترتيب.
(٦) الصافات: ١، ٢، ٣، الذاريات: ١، على الترتيب.
(٧) المرسلات: ٥، العاديات: ٣، على الترتيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>