للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

عن الحسن «الحمد لله» (١) بكسر الدّال.

وسكت وصلا على الألف المبدلة من التّنوين في ﴿عِوَجاً﴾ (٢) حفص سكتة لطيفة من غير تنفس إشعارا بأنّ ﴿قَيِّماً﴾ ليس متصلا ب ﴿عِوَجاً﴾ لأنّه إمّا حال من ضمير ﴿لَهُ﴾ إن جعلت ﴿وَلَمْ يَجْعَلْ﴾ حالا، وإمّا منصوب بفعل مقدّر أي: جعله أو أنزله قيما، أو على الحال من الكتاب على أنّ الواو في ﴿وَلَمْ يَجْعَلْ﴾ للحال، وقد يتأكد السّكت بما في بعض مصاحف الصّحابة: ولم يجعل له عوجا لكن جعله قيما، قال في (البحر): ويحمل ذلك على تفسير المعنى لا أنها قراءة انتهى، ثمّ إنّ بعضهم كأبي حيّان والأهوازي وغيرهما أطلق السّكت على ﴿عِوَجاً﴾ من غير أن يقول على الألف المبدلة من التّنوين، وهو كما قال الجعبري: تنزل على الألف المبدلة كما ذكرته، وأمّا قول بعضهم: "وفي إبدال التّنوين ألفا" (٣) نظر فإنّه لو وقف على التّنوين لكان أدل على غرضه وهو أنّه واقف بنية الوصل.

وكذا يسكت حفص أيضا على ألف ﴿مَرْقَدِنا﴾ (٤) ويبتدئ ﴿هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ﴾ لئلا يتوهم أنّه صفة ل ﴿مَرْقَدِنا﴾ فالسكت بيّن انقضاء كلام الكفار، وأنّه ليس من كلامهم بل ابتداء قول الملائكة أو المؤمنين، ويسكت أيضا على نون ﴿مَنْ﴾ ويبتدئ ﴿راقٍ﴾ (٥) لئلا يتوهم أنّها كلمة واحدة وللإشعار بعدم وجوب الإدغام والتخلص من


(١) الكهف: ١، إيضاح الرموز: ٤٩٨، مصطلح الإشارات: ٣٣٢، سورة الفاتحة: ٢، ٣/ ٣١.
(٢) الكهف: ١، النشر ٢/ ٣١١، إيضاح الرموز: ٤٩٨، الدر المصون ٧/ ٤٣٤، الوجيز لابن عطية ٣/ ٥١٤، البحر المحيط ٧/ ١٣٦، الوجيز للأهوازي: ١٢٠، كنز المعاني ٤/ ١٨٨٣.
(٣) إبراز المعاني لأبي شامة ٢/ ٢٤٦.
(٤) يس: ٥٢، إيضاح الرموز: ٤٩٨، مصطلح الإشارات: ٣٣٢، الدر المصون ١٢/ ١٠.
(٥) القيامة: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>