للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد اللاّم وقبلها لاحتمال القراءتين فهي على قراءة أهل الحجاز والشام ظاهرة تحقيقا، وعلى قراءة الكوفيين والبصريين يحتمل تقديرا على اللفظ ومراد النّقل.

وخرج من المفتوحة بعد كسر ﴿بِأَيْدِيكُمْ﴾ (١)، و ﴿بِأَيْدٍ﴾ (٢) فرسم بألف بعد الياء الموحدة وياءين بعدها، والألف هي الزائدة كزيادتها في ﴿مِائَةَ﴾ و ﴿مِائَتَيْنِ﴾ والياء بعدها هي صورة الهمزة كتبت على مراد الوصل وتنزيلا بالمبتدأة منزلة المتوسطة.

وأمّا ﴿بِآيَةٍ﴾ (٣)، و ﴿بِآياتِنا﴾ فرسم في بعض المصاحف بألف بعد الياء وياءين بعدها فذهب جماعة إلى زيادة الياء الواحدة، وقد أجاز بعضهم الوقف بالألف على كلّ ما كتب بالألف، وبالياء على كلّ ما كتب بالياء، وبالواو وعلى ما كتب بالواو، وبالحذف على ما كتب بالحذف من غير نظر إلى صحته لغة ولا سندا فأجازوا في «سألت» (سالت)، و «أجاءه» (أجاه)، و «أناه» و (أتاه)، و «هيي» و «يهيي»، (هيا) (يهيا)، «وأدراتم» (أدراتم)، وهذا ممنوع، والله أعلم.

تنبيه

يجوز الرّوم والإشمام في الهمز المخفف بأنواع التّخفيف المتقدم ما لم تبدل الهمزة المتطرفة فيه حرف مد، وذلك شامل لأربع صور:

الأولى: فيما نقل إليه حركة الهمزة نحو ﴿الْمَرْءِ﴾، و ﴿دِفْءٌ﴾، و ﴿سُوءٍ﴾، و ﴿شَيْءٍ﴾ (٤) فترام الحركة المنقولة إلى الحرف الذي قبل الهمزة وتشم.

والثّانية: فيما خفف بالإبدال ياء وأدغم فيه ما قبله نحو: ﴿بَرِيءٌ﴾، و ﴿النَّسِيءُ﴾ (٥)


(١) البقرة: ١٩٥، التوبة: ١٤.
(٢) الذاريات: ٤٧.
(٣) كما في: آل عمران: ٤٩، ٥٠، الأنعام: ٣٥، الأعراف: ١٠٦، ٢٠٣، الرعد: ٣٨، طه: ٤٧، ١٣٣، الأنبياء: ٥، الشعراء: ١٥٤، الروم: ٥٨، غافر: ٧٨.
(٤) كما في: النبأ: ٤٠، والنحل: ٥، وآل عمران: ٣٠، البقرة: ٢٠.
(٥) كما في: الأنعام: ١٩، التوبة: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>