للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

قرأ «المص» (١) بالسّكت على كلّ حرف منها كغيرها من فواتح السّور أبو جعفر.

واختلف في ﴿قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ﴾ (٢) فابن عامر بياء قبل التّاء مع تخفيف الذّال إسنادا له إلى غيب، وقرأ الباقون بتاء واحدة من غير ياء قبلها إسنادا له إلى المخاطبين المذكورين في ﴿اِتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾، وخفّف الذّال حفص وحمزة والكسائي وكذا خلف على أصلهم في تخفيف الذّال (٣)، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بتشديدها، فتاء «التّفعّل» مدغمة للمشدّدين ومحذوفة للمخفّفين.

واتفقوا على قراءة «معايش» (٤) بغير همز، قال في (الصّحّاح): المعيشة جمعها:

معايش بلا همز إذا جمعتها على الأصل، وأصلها معيشة، وتقديرها «مفعلة»، والياء أصلية متحرّكة فلا تنقلب في الجمع همزة، وكذلك: «مكايل» و «مبايع» ونحوها (٥) انتهى.


(١) الأعراف: ١، النشر ٢/ ٢٦٨، البقرة: ١، ٣/ ٥٦.
(٢) الأعراف: ٣، النشر ٢/ ٢٦٨، المبهج ٢/ ٥٩٠، إيضاح الرموز: ٣٩٣، مصطلح الإشارات: ٢٤٥، كنز المعاني ٣/ ١٥٨٤.
(٣) الدر المصون ٧/ ٧٩.
(٤) الأعراف: ١٠، تفسير ابن كثير ٣/ ٣٩٠، والنص في الدر المصون ٧/ ٧٩ بتصرف ونصه:
"ومعايش جمع معيشة وفيها ثلاثة مذاهب، مذهب سيبويه والخليل: أن وزنها «مفعلة» بضم العين، أو «مفعلة» بكسرها، فعلى الأول جعلت الضمة كسرة ونقلت إلى فاء الكلمة، وقياس قول الأخفش في هذا النحو أن يغيّر الحرف لا الحركة، فمعيشة عنده شاذة إذ كان ينبغي أن يقال فيها معوشة، وأما على قولنا: إن أصلها معيشة بكسر العين فلا شذوذ فيها، ومذهب الفراء أنّ وزنها «مفعلة» بفتح العين وليس بشيء، والمعيشة اسم لما يعاش به أي يحيا، وهي في الأصل مصدر ل «عاش، يعيش عيشا وعيشة»، قال - تعالى -: ﴿فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ﴾ ومعاشا: قال - تعالى -: ﴿وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً﴾ ومعيشا ".
(٥) الصحاح في اللغة ٣/ ١٠١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>