للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوقف على الهمز خط المصحف وهذا هو المختار وعليه سائر المتأخرين من أهل الأمصار فتبدل الهمزة بالشرط الذي ذكرته بما صورت به فما صوّر ألفا أبدله ألفا، وما صوّر واوا أبدله واوا، وما صوّر ياء أبدله ياء، وما لم يصوّر حذفه (١).

ثمّ إنّه تارة يوافق الرسم القياس فيتّحد المذهبان، وتارة يختلفان ويتعذّر اتباع الرسم كاجتماع السّاكنين كما قدّمته.

ولا تظهر فائدة هذا التّخفيف إلاّ فيما خالف فيه الرسم القياس، ومعرفته متوقفة على معرفة الرسم؛ فالأصل أن تكتب صورة الهمزة بحسب ما تؤول إليه في التّخفيف أو تقرب منه: فإن خففت ألفا أو كالألف فقياسها أن تكتب ألفا أو ياء أو كالياء أن تكتب ياء أو واوا أو كالواو وأن يكتب واوا أو حذفا بنقل أو إدغام أو غيره أن تحذف ما لم تكن أوّلا سواء كانت متوسطة أو متطرفة، فإن كانت أوّلا فتكتب حينئذ ألفا سواء اتصل بها زائد نحو ﴿سَأَصْرِفُ﴾ (٢) أو لم يتصل نحو ﴿آمَنُوا﴾ إشعارا بحالة الابتداء، هذا هو القياس في العربية وخط المصحف (٣).

وقد جاءت أحرف في الكتابة خارجة عن القياس لمعنى مقصود ووجه مستقيم، وللعلامة أبي العباس ابن البنا مؤلف في وجه المناسبة لما خرج في هذا الباب وغيره عن الرسم عن القياس (٤)، ذكرت ملخص مقاصده في الوسائل، فممّا خرج عن القياس من الهمز السّاكن المتطرف:

فمن المكسور ما قبله ﴿وَهَيِّئْ﴾ و ﴿وَيُهَيِّئْ لَكُمْ﴾ (٥) رسم في بعض المصاحف فيما نصّ عليه الغازي ابن قيس صورة الهمزة فيها ألف كراهة اجتماع المثلين لأنّ


(١) النشر ١/ ٤٤٦.
(٢) الأعراف: ١٤٦.
(٣) إيضاح الرموز: ١٧٨.
(٤) كتاب عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل، وهو مطبوع.
(٥) الكهف: ١٠، ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>