للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

أدغم التّاء في الصّاد والزّاي والدّال من ﴿وَالصَّافّاتِ صَفًّا * فَالزّاجِراتِ زَجْراً * فَالتّالِياتِ ذِكْراً﴾ (١) هنا ﴿وَالذّارِياتِ ذَرْواً﴾ (٢) أبو عمرو وحمزة، وافقهما اليزيدي والمطّوّعي وابن محيصن من (المفردة) فأبو عمرو جار على مذهبه في «إدغام المتقاربين» كما هو مقرر، وحمزة ليس مذهبه ذلك، وفرقوا بين مذهبيهما بأنّ أبا عمرو يجيز الرّوم، وحمزة لا يجيزه، وهذا كما اتفقا في إدغام ﴿بَيَّتَ طائِفَةٌ﴾ (٣) في سورة «النّساء»، وإن كان ليس من مذهب حمزة.

وأدغم التّاء في الذّال والصاد من «الملقيات ذكرا» و ﴿فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً﴾ (٤) خلاّد بخلف عنه كأبي عمرو وافقهما ابن محيصن من (المفردة)، واليزيدي، وبه قرأ يعقوب من (المصباح)، وقرأ الباقون بالإظهار، وافقهم ابن محيصن من (المبهج) في الجميع.

واختلف في ﴿بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ﴾ (٥) فأبو بكر ﴿بِزِينَةٍ﴾ منونا ونصب ﴿الْكَواكِبِ﴾ فاحتمل أن تكون «الزينة» مصدرا و ﴿الْكَواكِبِ﴾ مفعول به كقوله ﴿أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً﴾ (٦)، والفاعل محذوف تقديره: بأن زيّن الله الكواكب، في كونها مضيئة حسنة في أنفسها، والثّاني: أنّ الزينة اسم لما يزان به ك «اللّيقة» اسم لما تلاق به الدّواة، فتكون ﴿الْكَواكِبِ﴾ على هذا منصوبة بإضمار «أعني»، أو تكون بدلا من ﴿السَّماءَ﴾


(١) الصافات: ١ - ٣، النشر ٢/ ٣٥٨، المبهج ٢/ ٧٨١، مصطلح الإشارات: ٤٤٨، إيضاح الرموز: ٦١٧.
(٢) الذاريات: ١.
(٣) النساء: ٨١، ٤/ ٣٦.
(٤) الذاريات: ٢، العاديات: ٣.
(٥) الصافات: ٦، النشر ٢/ ٣٥٨، المبهج ٢/ ٧٨١، مصطلح الإشارات: ٤٤٨، إيضاح الرموز: ٦١٧، الدر المصون ٩/ ٢٩١، البحر المحيط ٩/ ٩١.
(٦) سورة البلد: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>