للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ القراءة عن سادات التابعين عن جلة الصّحابة أبي وغيره، ولم ينفرد بها أبو جعفر بل قرأ بها شيبة، وخرج ذلك على زيادة الياء، أي: يذهب الأبصار، وعلى أن الباء بمعنى من والمفعول محذوف تقديره: يذهب النّور من الأبصار كقوله (١):

شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج

يريد من برد "انتهى، فهي على حدّ ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾ المقرؤ به في المتفق على تواتره/.

وأمال ﴿بِالْأَبْصارِ﴾ (٢) أبو عمرو والكسائي في رواية الدّوري، وقرأ ورش وبالتّقليل، والباقون بالفتح.

وقرأ «خلق كل دابة» (٣) بألف بعد الخاء وكسر اللاّم ورفع القاف وجرّ كلّ على الإضافة حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش والحسن، وسبق ب «إبراهيم».

وسهل الهمزة الثّانية كالياء من ﴿يَشاءُ إِنَّ اللهَ﴾ (٤) نافع وابن كثير وأبو عمرو،


(١) البيت من الكامل، وهو لعمر بن أبي ربيعة، وقيل: إنه لجميل بثينة، وقيل لعبيد بن أوس الطائي، وصدره:
فلثمت فاها قابضا لقرونها …
والنزيف: من عطش حتى يبست عروقه وجف لسانه، والحشرج: النقرة في الجبل يصفو فيها الماء، والشاهد فيه: «ببرد» على أن الباء فيه للتبعيض بمعنى «من»، وقيل الباء زائدة، وقد تضمن «شرب» معنى الري، فتكون الباء أصلية، لأن «روي» يتعدى بالباء، انظر ملحق ديوان عمر بن أبي ربيعة: ٤٨٨،، وملحق ديوان جميل بثينة: ٢٣٥، ولعبيد بن أوس في الحماسة البصرية ٢/ ١١٤، الصحاح ٤/ ١٤٣٠، لسان العرب ٣/ ١٨٧، شرح أبيات المغني ٢/ ٣١٣، همع الهوامع ٢/ ٢١، شرح الشواهد الشعرية ١/ ٢٣٤، المعجم المفصل ٢/ ٣٩.
(٢) النور: ٤٣، النشر ٢/ ٥٦.
(٣) النور: ٤٥، النشر ٢/ ٣٣٣، مفردة الحسن: ٤٠٥، مصطلح الإشارات: ٣٨٦، إيضاح الرموز: ٥٥٧، الدر المصون ٨/ ٤٢٥.
(٤) النور: ٤٥، النشر ١/ ٣٨٧، الهمزتين من كلمتين ٢/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>