للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿لَيْسَ الْبِرَّ﴾ (١) فحمزة وحفص بالنّصب خبر «ليس» مقدّما و ﴿أَنْ تُوَلُّوا﴾ اسمها في تأويل مصدر، ورجّحت هذه القراءة بأنّ المصدر المؤول أعرف من المحلى ب «أل» لأنّه يشبه الضّمير من حيث أنّه لا يوصف ولا يوصف به، والأعرف ينبغي أن يجعل الاسم، وغير الأعرف الخبر، وتقديم خبر «ليس» على اسمها قليل، ووافقهما المطّوّعي عن الأعمش، وقرأ الباقون بالرّفع على أنّه اسم «ليس» و ﴿أَنْ تُوَلُّوا﴾ خبرها في تأويل مصدر أي: ليس البر توليتكم، ورجحت هذه القراءة من حيث أنّه ولي الفعل مرفوعة قبل منصوبة (٢).

وقرأ ﴿وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ﴾ (٣) وبعده ﴿وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اِتَّقى﴾ بتخفيف النّون ورفع «البر» فيهما نافع وابن عامر، فتكون «لكن» مخفّفة من الثّقيلة جيء بها لمجرد الاستدراك، وإذا خفّفت لم تعمل عند الجمهور، ووافقهما الحسن، وقرأ الباقون بتشديد النّون ونصب «البرّ» فيهما، واتّفقوا على رفع ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ﴾ الثّاني لأنّ ﴿بِأَنْ تَأْتُوا﴾ متعيّن لأن يكون خبرا بدخول الباء عليه (٤).

وأمال ﴿فَمَنِ اِعْتَدى﴾ (٥) حمزة والكسائي وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتقليل، وبه قرأ قالون من (العنوان)، والباقون بالفتح.

وأمال ﴿خافَ﴾ (٦) حمزة، ووافقه الأعمش، والباقون بالفتح.


(١) البقرة: ١٧٧، النشر ٢/ ٢٢٧، المبهج ١/ ٤٩٢، إيضاح الرموز: ٢٩٣، مصطلح الإشارات: ١٥٩.
(٢) الدر المصون ٢/ ٢٢٩.
(٣) البقرة: ١٧٧ معا، النشر ٢/ ٢٢٧، المبهج ١/ ٤٩٢، إيضاح الرموز: ٢٩٤، مصطلح الإشارات: ١٥٩، مفردة الحسن: ٢٢٥.
(٤) الدر المصون ٢/ ١٥.
(٥) البقرة: ١٧٨.
(٦) البقرة: ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>