للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

أبدل همزة ﴿ناشِئَةَ﴾ (١) ياء ورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر.

وقرأ ﴿أَوِ اُنْقُصْ﴾ (٢) بكسر الواو عاصم وحمزة، ووافقهما المطّوّعي والحسن، والباقون بضمها، وذكر ب «البقرة» (٣).

ونقل همزة ﴿الْقُرْآنَ﴾ (٤) لراءه ابن كثير، ووافقه ابن محيصن.

واختلف في ﴿أَشَدُّ وَطْئاً﴾ (٥) فأبو عمرو وابن عامر بكسر الواو وفتح الطّاء وألف ممدودة بعدها همزة بوزن «فعال» مصدر: «واطأ وطاء ومواطأة»، لمواطأة السمع والبصر القلب على التوجه لعدم الاشتغال للتوجه بالمبصر والمسموع، وهو تفسير مجاهد، فصلاة الليل أكثر حضورا من صلاة النّهار، ولذلك كانت أفضل لمواطأة القلب فيها اللسان، وقال الفرّاء (٦): "أشدّ علاجا، أي: أصعب وأتعب لترك الراحة"، ووافقهم اليزيدي والحسن، وابن محيصن في أحد الوجهين من (المبهج)، وعنه من (المبهج) كذلك لكن بفتح الواو، وقرأ الباقون بفتح الواو وسكون الطّاء من غير مدّ مصدر «وطئهم يطؤهم وطئا»، أي: أشد ثبات قدم وأبعد من الزلل، أو أثقل وأغلظ على المصلي من صلاة النّهار، وقال الأخفش: أشد قياما، وقال الفرّاء: أثبت قراءة وقياما، وقال الكلبي: أشدّ نشاطا للمصلي لأنّه في زمان راحة، وقيل: أثبت للعمل


(١) المزمل: ٦، النشر ٢/ ٣٩٢.
(٢) المزمل: ٣، النشر ٢/ ٣٩٢.
(٣) سورة البقرة: ١٧٣، ٣/ ١٦٠.
(٤) المزمل: ٤.
(٥) المزمل: ٦، النشر ٢/ ٣٩٢، المبهج ٢/ ٨٦٥، مفردة ابن محيصن: ٣٧٠، مصطلح الإشارات: ٥٣٩، إيضاح الرموز: ٧١٣، كنز المعاني ٥/ ٢٤٤١، البحر المحيط ١٠/ ٣١٥.
(٦) معاني القرآن للفراء ٣/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>