للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب الرّابع في المدّ والقصر

المراد زيادة المدّ على ما في حرف المدّ من الطبيعي الذي لا تقوم ذاته إلاّ به.

وكان ينبغي تقديم القصر على المدّ لأنّه الأصل، فقدّموا الفرع عليه، واحتّجّوا لتقديمه بالاهتمام لأنّ الباب معقود للمدّ، وعقبه جماعة بهاء الكناية لما بينهما من المشاركة بجامع الخفاء، ولو راعوا الترتيب القرآني كما فعلت وكما فعلوا في الإدغام وهاء الكناية لذكروا بعدها الهمز المفرد.

وحدّ المدّ الشامل للأصلي والفرعي: طول زمان صوت الحرف، والمراد به هنا زيادة مطّ في حروف المدّ على الطبيعي، والقصر ترك تلك الزيادة (١).

فإن قلت هل المدّ حرف أو حركة أو سكون؟.

أجيب: بأنّه ليس واحدا ممّا ذكروا وإنّما هو شكل دال على صورة غيره كالغنّة في الأغن، والقلقلة في المقلقل صفة للحرف، انتهى.

وحروف المدّ ثلاثة، وهي: الجوفية السّابقة في أوّل مخارج الحروف:

الألف ولا تكون إلاّ ساكنة، ولا يكون سابقها إلاّ مجانسا لها، والواو السّاكنة المضموم ما قبلها، والياء السّاكنة المكسور ما قبلها.

أو يقال: على طريق الاختصار حروف «واي» السّاكنة المجانسة.

وسميت بذلك: لامتداد الصّوت بها، ولضعفها باتّساع مخرجها (٢).

وحرفا اللين: الواو والياء السّاكنان المفتوح ما قبلهما، ويصدق اللين على حرف


(١) كنز المعاني ٢/ ٥٢٩، النشر ١/ ٣١٣.
(٢) إبراز المعاني: ٧٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>