للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتّفقوا كلّهم على إظهار النّون السّاكنة والتّنوين عند هذه الستّة لبعد مخرج النّون والتّنوين من مخرج حروف الحلق، إلاّ أنّ أبا جعفر قرأ بإخفائهما عند الحرفين الأخيرين: الغين والخاء المعجمتين كيف وقعا لقربهما من حرفي أقصى اللسان:

القاف والكاف، لكن بعضهم استثنى عنه: ﴿فَسَيُنْغِضُونَ﴾، و ﴿إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا﴾، ﴿وَالْمُنْخَنِقَةُ﴾ (١)، فأخذ فيها بإظهار النّون كالجمهور، ولم يستثنها ابن مهران بل أطلق الإخفاء في الثّلاثة كسائر القرآن، والاستثناء أشهر وعدمه أقيس، وانفرد ابن مهران عن ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون بالإخفاء أيضا عند الغين والخاء أيضا في جميع القرآن وهو في (كامل) الهذلي و (جامع) الدّاني عن أبي نشيط من طريق ابن شنبوذ (٢).

الحكم الثّاني: الإدغام (٣)

ويكون في ستّة أحرف أيضا وهي:

النّون: ﴿عَنْ نَفْسٍ﴾، ﴿مَلِكاً نُقاتِلْ﴾ (٤).

والميم: نحو: ﴿مِنْ مالٍ﴾، ﴿سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ﴾ (٥).


(١) الإسراء: ٥١، النساء: ١٣٥، المائدة: ٣، على الترتيب.
(٢) انظر النشر ٢/ ٢٣، الغاية: ١٥٤، الكامل: ٣٤٦، جامع البيان: ٢٩٢.
(٣) لغة: الإدخال، اصطلاحا: خلط الحرفين المتماثلين أو المتقاربين أو المتجانسين فيصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة، فائدته: التخفيف والتسهيل في النطق، شروطه: شرط خاص بالمدغم وهو التقاؤه بالمدغم فيه خطا ولفظا، أو خطا لا لفظا ويمتنع كونه لفظا لا خطا فلا يدغم نحو ﴿أَنَا النَّذِيرُ﴾، وشرط خاص بالمدغم فيه وهو أن يكون أكثر من حرف إذا كان في كلمة نحو ﴿نَخْلُقْكُمْ﴾، أسبابه: التماثل، والتقارب، والتجانس، موانعه: قسم متفق عليه وهو كون الأول من المثلين أو المتقاربين منونا أو مشددا أو تاء ضمير، وقسم مختلف فيه وهو كون أول المثلين أو المتقاربين أو المتجانسين مجزوما، معجم علوم القرآن: ٢٠، معجم المصطلحات: ٢٣ المعجم التجويدي: ٢٩.
(٤) البقرة: ٤٨، ١٢٣، البقرة: ٢٤٦.
(٥) المؤمنون: ٥٥، البقرة: ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>