للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم أزل أجمع الشيء إلى الشيء، وأقرّب (النّشر) بالطّيّ، حتى أتاح الله لي ذلك، وقرّب عليّ فيه المسالك، فجاء بحمد الله مفردا جامعا لأشتات الفضائل، شارعا إلى مناهج الوصول للمقاصد والوسائل؛ بحيث أنّ السّالك فيه إن رام ما يتعلق بنشر القراءات العشر، أو الأربعة الزائدة عليها على اختلاف طرقها المستنيرة، فاز بآماله، أو أعاريبها على تنوع وجوهها الوجيهة، ظفر بكماله، أو الوقف والابتداء، كان له نعم المرشد في الاهتداء، أو علم مرسوم الخط العثماني، حظي بنيل البغية والأماني، أو معرفة آي التّنزيل، وكلماته، وحروفه من حيث العدد، منح بحسن المدد، مع ما حواه من محاسن رقائق (أنوار التأويل)، واشتمل عليه من لطائف (أسرار التّنزيل).

وقد آن أن أطلق عنان القلم لجريانه في ميدان البيان، وأفتح أبواب هذا الكتاب الموصولة لمطالب كنوز هذا الشّأن، فأقول وما توفيقي إلاّ بالله مبتدئا بذكر أسماء الأئمة القرّاء الأربعة عشر ورواتهم، وطرقهم، وطبقاتهم، ووفياتهم:

فأوّلهم: إمام دار الهجرة في القراءات، نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم (١)، ويكنى أبا رويم، أو أبا الحسن، أصله من أصبهان، وكان أسود اللون حالكا فصيحا عالما بالقراءات ووجوهها، وكان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك لأنّ النّبي تكلّم في فيه في المنام، رواه أحمد بن المصري عن الشّيباني: "قال لي رجل ممن قرأ على نافع … " فذكره، وإلى ذلك أشار في الحرز بقوله:

فأمّا الكريم السّر في الطّيب نافع …

لكن قال الذهبي: "هذه الحكاية لا تثبت من جهة جهالة راويها" (٢) اه.


(١) انظر في ترجمته: النشر ١/ ١١١، معرفة القراء الكبار ١/ ٢٤٧، السير ٧/ ٣٣٦، التاريخ الكبير ٨/ ٨٧، الجرح والتعديل ٨/ ٤٥٦، مشاهير علماء الأمصار: ١٤١، كتاب الثقات ٧/ ٥٣٢، الكامل في ضعفاء الرجال ٧/ ٢٥١٥، وفيات الأعيان ٥/ ٥، تهذيب الكمال ٢٩/ ٢٨١، ميزان الاعتدال ٤/ ٢٤٢، تهذيب التهذيب ١٠/ ٤٠٧، شذرات الذهب ١/ ٢٧٠.
(٢) انظر: معرفة القراء الكبار للذهبي ١/ ٢٤٣، التذكرة في القراءات ١/ ٥١، الشاطبية البيت: -

<<  <  ج: ص:  >  >>