للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى «ينفذ» فلذلك عداه إلى المفعول به، أو أنّ قضى بمعنى «صنع» فيتعدى بنفسه من غير تضمين، أو على إسقاط حرف الجر أي: يقضي بالحق، فلمّا حذف انتصب مجروره على حدّ قوله (١):

تمرّون الدّيار ولم تعوجوا …

ولا خلاف في «النّمل» أنّه ﴿يَقُصُّ﴾ (٢) بالصاد المهملة بمعنى القراءة الأولى كما نبّه عليه صاحب (النّجوم) (٣).

ووقف عليه يعقوب بالياء.

وأمال ﴿لِيُقْضى أَجَلٌ﴾ حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وأمالها ورش من طريق الأزرق بين بين، وله الفتح من طريقه أيضا كالباقين، وكذا حكم ﴿يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ ب «طه»، و ﴿لا يُقْضى عَلَيْهِمْ﴾ ب «فاطر» (٤) الثلاث.

وقرأ «جاء أحدكم» (٥) بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثّانية قالون والبزي وأبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطّيب، وافقهم ابن محيصن من «المفردة»


(١) البيت من الوافر، وهو لجرير بن عطية، وتمامه:
تمرّون الدّيار ولم تعوجوا … كلامكم عليّ إذا حرام
وتعوجوا: أي لم تقيموا، من عاج بالمكان أقام به.
وهو في ديوانه: ٢٧٨، الأغاني ٢/ ١٧٩، خزانة الأدب ٩/ ١١٨، ١١٩، ١٢١، شرح شواهد المغني ١/ ٣١١، وشرح ابن عقيل: ٢٧٢، شرح المفصل ٨/ ٨، ٩/ ١٠٣، ومغني اللبيب ٢/ ٤٧٣، الهمع ١/ ٨٣، المعجم المفصل ٧/ ١٢٧، شرح الشواهد النحوية ٣/ ٤٥، والشاهد من البيت:
"تمرون الديار" حيث حذف الجار وأوصل الفعل اللازم إلى الاسم الذي كان مجرورا فنصبه، وأصله "تمرون بالديار"، ويسمى ذلك الحذف والإيصال، وهذا قاصر على السماع إلا إذا كان مصدرا مجرورا مؤولا من «أن» الناسخة مع اسمها وخبرها أو من «أن» المصدرية مع فعلها.
(٢) النمل: ٧٦.
(٣) النجوم الزاهرة ٢/ ٧٣١.
(٤) طه: ١١٤، فاطر: ٣٦ على الترتيب.
(٥) الأنعام: ٦١، النشر ١/ ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>