للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موافقة اليزيدي والحسن لهم، وتسكينها للباقين.

وفتح ياء «أخي» (١) ابن كثير وأبو عمرو، مع موافقة اليزيدي، وابن محيصن من (المبهج) لهما، وتسكينها للباقين مع موافقة ابن محيصن من (المفردة) لهم.

واختلف في ﴿أَخِي * اُشْدُدْ﴾، وفي ﴿وَأَشْرِكْهُ﴾ (٢) فابن عامر، وكذا ابن وردان - فيما رواه النّهرواني عن أصحابه عن ابن شبيب عن الفضل - «أشدد» بقطع الهمزة وفتحها؛ لأنّه من «فعل» ثلاثي، وهمزة المضارع قطع، وحكمها أن تثبت في الحالين مفتوحة من الثلاثي، وجزم الفعل جوابا للدعاء، و «أشركه» بضمّ الهمزة مع القطع؛ لأنّه فعل مضارع من رباعي، وجزم نسقا على ما قبله، ووافقهما الحسن، وقرأ الباقون بوصل همزة «اشدد» وضمّها في الابتداء وفتح همزة «أشركه» وهو الذي رواه سائر أصحاب ابن وردان عنه، على أنّهما دعاء من موسى لربه ﷿ فصيغة الأمر، وهمزة الأمر من «شدّ» همزة وصل، وحكمها أن تثبت في الابتداء، وتحذف في الوصل مضمومة لضمة العين، والمعنى على هذه القراءة: الدعاء بشدّ الأزر، وتشريك هارون في النبوة، قال أبو حيّان: "وكأن الأمر في قراءة ابن عامر لا يريد به النبوة، بل يريد تدبيره ومساعدته؛ لأنّه ليس لموسى أن يشرك في النبوة أحدا" (٣).

تنبيه (

قال في (النّشر): "ومقتضى أصل مذهب أبي جعفر فتحها يعني: (أخي اشدد) لمن قطع الهمزة عنه، ولكنى لم أجده منصوصا" (٤) انتهى.


(١) طه: ٣٠، ٣١، النشر ٢/ ٣٢٤، المبهج ٢/ ٧٠٤، مصطلح الإشارات: ٣٥١، إيضاح الرموز: ٥٢٠، مفردة ابن محيصن: ٢٧٩.
(٢) طه: ٣١، ٣٢، مفردة الحسن: ٣٨٠، مفردة ابن محيصن: ٢٧٩، المبهج ٣/ ١٠٦، النشر ٢/ ٣٢١، مصطلح الإشارات: ٣٥١، إيضاح الرموز: ٥٢٠، كنز المعاني ٤/ ١٩٥٤، الدر المصون ١٠/ ١٩٨.
(٣) البحر المحيط ٦/ ٢٤٠.
(٤) النشر ٢/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>