للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القراءات وتوجيهها]

اختلف في ﴿سُجِّرَتْ﴾ (١) فابن كثير وأبو عمرو، وكذا يعقوب إلاّ أبا الطيب عن رويس بتخفيف الجيم على الأصل، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بتشديدها على المبالغة والتكثير، ومعنى ﴿سُجِّرَتْ﴾: أحميت أو ملئت بتفجير بعضها إلى بعض حتى تعود بحرا واحدا من: سجر التّنور إذا ملأه بالحطب ليحميه.

وأبدل همز ﴿بِأَيِّ﴾ (٢) ياء ورش من طريق الأصبهاني.

وعن المطّوّعي ﴿الْمَوْؤُدَةُ﴾ (٣) بحذف الهمز على وزن «الموزة» حذفت الهمزة اعتباضا فالتقى ساكنان فحذف ثانيهما، ووزنها «المفلة» لأنّ الهمزة عين الكلمة، وقد حذفت، وقال مكّي (٤):" بل هو تخفيف قياسي، وذلك أنّه لما نقل حركة الهمزة إلى الواو لم يهمزها، فاستثقل الضّمّة عليها، فسكنها، فالتقى ساكنان فحذف الثّاني "، وهذا كله خروج عن الظاهر، وإنّما يظهر ذلك فيما نقله القرّاء في وقف حمزة أنّه يقف عليها ك «الموزة»، قالوا: لأجل الخط لأنّها رسمت كذلك، والرسم سنة متبعة، انتهى ملخصا من (الدر المصون).

ووقف حمزة بالنقل فيصير اللفظ بواوين الأولى مضمومة والثّانية ساكنة ك «معونة»، وبالإبدال مع الإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد فيصير لفظه على وزن «بلوطه» إلاّ أنّه ضعيف للنقل، وحكي وجه ثالث وهو حذف الهمزة والواو


(١) التكوير: ٦، النشر ٢/ ٣٩٨، المبهج ٢/ ٨٧٦، مفردة الحسن: ٥٤٦، مصطلح الإشارات: ٥٥١، إيضاح الرموز: ٧٢٣، الدر المصون ١٠/ ٧٠١، تفسير البيضاوي ٥/ ٤٥٧.
(٢) التكوير: ٩، النشر ٢/ ٣٩٨.
(٣) التكوير: ٨، المبهج ٢/ ٨٧٦، مصطلح الإشارات: ٥٥١، إيضاح الرموز: ٧٢٣، الدر المصون ١٠/ ٧٠٢، البحر المحيط ١٠/ ٤١٦.
(٤) التبصرة: ١٥٨، الكشف ١/ ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>