وعن مجاهد عن الشّعبي قال: سألنا المهاجرين: من أين تعلمتم الكتابة؟، قالوا:
من أهل الحيرة، وسألناهم: من أين تعلموها؟، قالوا: من أهل الأنبار.
وقال أبو بكر بن أبي داود عن علي بن حرب عن هشام بن محمد بن السّائب قال:
"تعلم بشر بن عبد الملك الكتابة من أهل الأنبار، وخرج إلى مكة فتزوج الصّهباء بنت حرب بن أمية"، وقال غير علي بن حرب:"علّم بشر سفيان بن حرب/الخط، وعلم حرب عمر بن الخطاب ﵁ وجماعة من قريش، وتعلّمه معاوية من عمّه سفيان"، وقال ابن هشام:"أوّل من كتب الخط العربي حمير بن سبأ علّمه مناما"، انتهى.
وقد كان خطا كوفيّا، ثمّ استنبط منه نوع نسب إلى ابن مقلة، ثمّ آخر نسب إلى علي بن البواب، وعليه استقر رأي الكتاب.
فائدة؟
هل تجوز كتابة القرآن بقلم غير العربي؟، قال الزّركشي:"لم أر فيه كلاما للعلماء، ويحتمل الجواز لأنّه قد يحسنه من يقرأه بالعربية والأقرب المنع، كما تحرم قراءته بغير لسان العرب، ولقولهم: القلم أحد اللّسانين، والعرب لا تعرف لسانا غير العربي"(١).
ثمّ إنّ القياس يقتضي أنّ لكلّ حرف شكلا، لكن شركوا فيها، فرجعت الأشكال إلى سبعة عشر شكلا، وانقسمت إلى: عديم النّظير، وماله نظير واحد، أو متعدّد، فاحتاجت إلى تمييز، والنّقط أقلها، فالمتوحّد مستغن عن النّقط بنصّه، والذي له نظير يميز بنقطة فوق، والمتعدّد يميز بعدد النّقط إلى أقل الجمع، وربما اختلف الاصطلاح، كنقط القاف واحدة، والفاء من أسفل، وذلك في الخط المغربي، فالمنقوط يسمى معجما، أي مزال العجمة، وكذلك المهمل أيضا لأنّ ترك العلامة في المنحصر علامة.