للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا إذا كانت الهمزة الأولى لغير استفهام:

فإنّ الثّانية تكون متحركة وساكنة:

فأمّا الأولى فلا تكون إلاّ بالكسر وهي في كلمة واحدة في خمسة مواضع وهي:

﴿أَئِمَّةَ﴾ في «التوبة» و «الأنبياء» وموضعي «القصص» وموضع «السجدة» (١):

فقرأها قالون وورش من طريق الأزرق وأبو عمرو وابن كثير، وكذا رويس؛ بالتّسهيل والقصر، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني بالتسهيل كذلك مع المدّ في ثاني القصص وفي السجدة كما نصّ عليه الأصبهاني في كتابه وهو المأخوذ به من جميع طرقه، وفي «التّوبة» و «الأنبياء» وأوّل «القصص» بالقصر كالأزرق، وقرأ أبو جعفر كذلك في الخمسة من غير خلف، واختلف عنهم في كيفية التّسهيل فذهب الجمهور من حذاق القراءة كابن مجاهد إلى أنّه بين بين وهو في (الشّاطبيّة) ك (التّيسير)، وذهب آخرون إلى الإبدال ياء خالصة، وفي (الشّاطبيّة) ك (جامع البيان) وغيرهما أنّه مذهب النّحاة، وليس المراد أنّ كلّ القرّاء سهلوا وكلّ النّحاة أبدلوا بل الأكثر من كلّ على ما ذكر، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتّحقيق مع القصر في الخمسة/على الأصل، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ هشام بالتحقيق، واختلف عنه في المدّ والقصر فالمدّ له من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني عند أبي العز وقطع به لهشام من طرقه الحافظ أبو العلاء، وروى القصر له صاحب (العنوان) و (المهدوي) وفاقا لجمهور المغاربة، وبه قرأ الدّاني على أبي الحسن، وأمّا قوله في (التّيسير) أنّه قرأ بالمدّ على أبي الفتح (٢)، يعني من طريق ابن عبدان، فتعقبه في (النّشر) بأنّه: لم يقرأ عليه من طريق ابن عبدان إلاّ بالقصر كما صرّح به في (جامع البيان) قال: "وهذا من جملة ما وقع فيه خلط


(١) التوبة: ١٢، الأنبياء: ٧٣، القصص: ٥، ٤١، السجدة: ٢٤.
(٢) التيسير: ٣٠٢ قال:" وأدخل هشام من قراءتي على أبي الفتح بينهما ألفا "، العنوان: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>